قطاع الهايتك الإسرائيلي في 2024: أرقام برّاقة في الظاهر تُخفي بقعًا من العتمة

بلغت الاستثمارات في شركات الستارت-أب 9.7 مليارات دولار في 2024، مقارنة بـ8.7 مليارات دولار في عام 2023، ما يشير ظاهريًا إلى نمو القطاع. لكن التحليل الأعمق يظهر أن 42% من هذه الاستثمارات تركزت في قطاع الأمن السيبراني.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

أشار تقرير صادر عن “معهد رايز”، بقيادة الاقتصادي البارز يوجين كندل، إلى صورة ليست برّاقة بالكامل عن حالة قطاع الهايتك الإسرائيلي في عام 2024. ورغم الأرقام التي تبدو إيجابية في الظاهر، فإن التقرير يكشف عن مشاكل هيكلية وتراجع في تنوع الاستثمارات ونشاط المستثمرين الأجانب، ما يعكس واقعًا مقلقًا قد يؤثر على استدامة القطاع.

1024px Matam industrial area 2
 مجمع “متام” لشركات الهايتك في حيفا- المصدر: ويكيميديا

أرقام مرتفعة ولكن بتركيز ضيق

بلغت الاستثمارات في الشركات الناشئة الإسرائيلية “ستارت-أب” 9.7 مليارات دولار في 2024، مقارنة بـ8.7 مليارات دولار في عام 2023، ما يشير ظاهريًا إلى نمو القطاع. لكن التحليل الأعمق يظهر أن 42% من هذه الاستثمارات تركزت في قطاع الأمن السيبراني، حيث استحوذت 10 جولات استثمارية كبرى على ثلث المبلغ الإجمالي.

هذا التركيز الشديد يعكس اعتمادًا مفرطًا على قطاع واحد، ما يهدد استقرار القطاع التكنولوجي ككل ويترك مجالات أخرى، مثل التكنولوجيا الصحية والبيئية، تعاني من نقص التمويل. وأشار التقرير إلى أنه إذا تم استبعاد هذه الاستثمارات الكبرى، فإن النمو الحقيقي للقطاع مقارنة بالعام الماضي يصبح معدومًا.

تراجع نشاط المستثمرين الأجانب ونمو الوظائف

شهد نشاط المستثمرين الأجانب انخفاضًا بنسبة 16% في 2024، وهو ما تجلى في تراجع عدد الجولات الاستثمارية إلى 1087، وهو أدنى مستوى خلال خمس سنوات. وأظهر التقرير أن 80% من الاستثمارات الأجنبية جاءت من الولايات المتحدة، بينما انخفضت المشاركة من أوروبا وآسيا بشكل ملحوظ.

في الوقت نفسه، انخفضت مشاركة الصناديق الاستثمارية العالمية الكبرى، حيث شاركت 8 فقط من بين 20 صندوقًا بارزًا كانت تنشط في إسرائيل سابقًا. ويُرجع التقرير هذا التراجع إلى حالة عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، فضلًا عن المخاوف من الإصلاحات القضائية والحرب المستمرة.

1024px Matam hi tech park Haifa 1
مقر إنتل في مجمع “متام” لشركات الهايتك في حيفا- المصدر: ويكيميديا

من بين أكثر الجوانب المثيرة للقلق التي أبرزها التقرير هو توقف نمو عدد العاملين في قطاع التكنولوجيا، وهو ما يعكس، بحسب التقرير، نقص الإبداع والتجديد، إضافة إلى تراجع في أعداد الشركات الناشئة.

بحسب كندل، فإن الشعور المتزايد بالمخاطر الأمنية والاقتصادية هو العامل الرئيسي الذي يردع المستثمرين عن دخول السوق الإسرائيلي. ورغم الحديث عن مشاريع طموحة مثل إنشاء “مركز وطني للذكاء الاصطناعي”، فإن التنفيذ يظل تحديًا كبيرًا بسبب غياب خطط واضحة ومدروسة.

اختتم التقرير برسالة تحذيرية تفيد بأن الأرقام الإيجابية الظاهرة لا تعكس الواقع الحقيقي للقطاع. وبحسب التقرير، فإنّه من دون تغييرات جذرية في السياسات والبيئة الاستثمارية، قد تواجه التكنولوجيا الإسرائيلية تحديات متزايدة في السنوات المقبلة، ما يهدد قدرتها على التنافس عالميًا في مجالات حيوية.

مقالات ذات صلة: بين الالتزام الدراسي والخدمة الاحتياطية… قطاع الهايتك أشدّ المتأثرين من مشاركة طلّابه في الحرب

مقالات مختارة

Skip to content