رغم حربهما على المهاجرين: ما هي فيزا العمل من نوع H-1B التي يستميت إيلون ماسك وترمب في الدفاع عنها؟

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب دعمه الصريح لبرنامج تأشيرات H-1B، الذي يسمح للشركات الأميركية بتوظيف العمالة الأجنبية الماهرة في مجالات التكنولوجيا والصناعات المتقدمة. هذا الإعلان جاء بعد أن أثار الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، موجة من الجدل عبر تعهده بشن “حرب” للدفاع عن هذا البرنامج الحيوي. تصريحات ترمب التي جاءت خلال مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست، أحدثت صدمة بين بعض أنصاره المعروفين بمعارضتهم الشديدة للهجرة، حيث قال: “أنا أؤيد تأشيرات H-1B… إنه برنامج رائع”.

ويأتي هذا الموقف بعد سنوات من السياسات المتشددة التي اتبعها ترمب خلال ولايته الأولى، حيث سعى إلى تقليص استخدام هذا النوع من التأشيرات تحت شعار حماية الوظائف الأميركية. ومع ذلك، يشير دعمه الحالي إلى إدراك جديد بأهمية البرنامج للاقتصاد الأميركي، خاصة في ضوء الاعتماد الكبير لقطاع التكنولوجيا على العمالة الأجنبية الماهرة.

467649456 18507367315048669 7178039807851138644 n e1734012624587
ترمب رفقة ماسك- المصدر: صفحة الرئيس المنتخب على فيسبوك

تأشيرة H-1B تُعتبر من أكثر التأشيرات طلباً ضمن نظام الهجرة الأميركي. تم تصميمها لتلبية احتياجات أصحاب العمل الذين يعجزون عن العثور على عمالة محلية مؤهلة لشغل وظائف متخصصة تتطلب مستوى عالياً من المهارات. تشمل هذه الوظائف مجالات مثل التكنولوجيا، الهندسة، الطب، التعليم، والبحث العلمي. يُشترط للحصول على التأشيرة أن يكون المتقدم حاصلاً على درجة تعليمية عليا أو خبرة مهنية معترف بها في مجاله.

تبدأ عملية طلب التأشيرة عندما يُعلن صاحب العمل الأميركي عن وجود وظيفة متاحة تتطلب مهارات متخصصة، ولا يجد مرشحاً مناسباً من المواطنين الأميركيين. في هذه الحالة، يتقدم صاحب العمل بطلب إلى إدارة خدمات الهجرة والمواطنة الأميركية (USCIS) لإصدار التأشيرة. تُمنح تأشيرة H-1B عادة لمدة ثلاث سنوات، مع إمكانية التمديد لثلاث سنوات إضافية. وفي بعض الحالات الخاصة، مثل العمل مع مؤسسات حكومية أميركية، يمكن تمديد صلاحيتها حتى عشر سنوات.

تضع الولايات المتحدة سقفاً سنوياً لعدد التأشيرات الصادرة ضمن هذا البرنامج، والذي يبلغ حوالي 65 ألف تأشيرة للمهن المتخصصة، مع إضافة 20 ألف تأشيرة أخرى لحاملي الدرجات العليا من الجامعات الأميركية. بمجرد الوصول إلى هذا الحد الأقصى، يتعين على أصحاب العمل انتظار العام التالي لتقديم طلباتهم، ما يجعل المنافسة على التأشيرات شديدة.

أثار ماسك، الذي استفاد شخصياً من تأشيرة H-1B في بدايات مسيرته، حيث إنّه في الأصل من مواليد جنوب إفريقيا ويحمل جنسيتها إضافة إلى الجنسية الكندية، جدلاً واسعاً عندما أشار إلى أن هذا البرنامج كان عاملاً حاسماً في نجاحه ونجاح شركاته. وقال ماسك في منشور على منصة “إكس”: “وجودي في أميركا ونجاح تسلا وسبيس إكس يعتمدان بشكل كبير على هذا البرنامج. لن أسمح بالتراجع عنه.”

كما أشار إلى أن العديد من أهم العاملين الذين أسسوا سبيس إكس وتسلا، بالإضافة إلى مئات الشركات الأميركية الأخرى، جاءوا عبر هذا البرنامج. يوضح ماسك أن إلغاء أو تقييد هذا البرنامج سيكون له تأثير كارثي على الابتكار في الولايات المتحدة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

شهد برنامج H-1B انتقادات من قبل نشطاء يمينيين وسياسيين معارضين للهجرة، بحجة أن العمالة الأجنبية تؤدي إلى خفض أجور الأميركيين وتقلل من فرص التوظيف المحلية.

تاريخياً، اتخذ ترمب موقفاً متشدداً تجاه الهجرة، حيث ألغى العديد من التسهيلات التي كانت تقدمها الإدارة السابقة فيما يتعلق ببرنامج H-1B. ومع ذلك، يبدو أن تصريحاته الأخيرة تعكس تحوّلاً في رؤيته، خاصة مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والعمالة الماهرة لدفع عجلة الاقتصاد، وبسبب توطّد علاقته مع إيلون ماسك بشكل كبير أثناء حملته الانتخابية، حيث كان أغنى رجلٍ في العالم أبرز المتبرعين لحملته.

تفاقمت الأزمة بعد أن تعرض سريرام كريشنان، مستشار الذكاء الاصطناعي الذي عيّنه ترمب، لانتقادات شديدة من نشطاء يمينيين بسبب أصوله الهندية وعلاقته بالبرنامج. ورد ماسك بحدة على هذه الانتقادات، معتبراً أن السياسات المتشددة تجاه برنامج H-1B تعكس نقصاً في فهم أهميته للاقتصاد الأميركي.

مع توقعات بأن تستمر صناعة التكنولوجيا الأميركية في الاعتماد على العمالة الأجنبية الماهرة، يبقى برنامج H-1B ركيزة أساسية لتحقيق الابتكار والنمو. ومع ذلك، فإن مستقبل هذا البرنامج قد يعتمد على الموازنة بين احتياجات الاقتصاد ومطالب القوى العاملة المحلية، وهو ما يجعل القضية معقدة وحيوية في آن واحد.

مقالات ذات صلة: “أموال قارون”… إيلون ماسك أول ملياردير تتجاوز ثروته 400 مليار دولار

مقالات مختارة

Skip to content