شهد عام 2024 قفزة ملحوظة في ثروات أغنى 500 شخص في العالم، حيث تجاوزت ثرواتهم الإجمالية حاجز 10 تريليونات دولار، مسجلة زيادة بنحو تريليون ونصف التريليون دولار مقارنة بالعام الماضي. هذا الارتفاع الكبير في الثروات يعزى إلى عاملين رئيسيين: الانتعاش الكبير في أسهم شركات التكنولوجيا بفضل الاندفاع نحو الذكاء الاصطناعي، وانتخاب دونالد ترمب لفترة رئاسية ثانية في البيت الأبيض في نوفمبر، ما أثار توقعات بإجراءات لتخفيف الضرائب وتقليل القيود التنظيمية.
وفقًا لتقارير بلومبرغ، أضاف أغنى أغنياء العالم 505 مليارات دولار إلى ثرواتهم في الأسابيع الخمسة التي تلت الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر. وكان إيلون ماسك الرابح الأكبر في هذا السياق، حيث شهدت ثروته قفزة ضخمة لتصل إلى 442.1 مليار دولار، بزيادة قدرها 213 مليار دولار منذ بداية العام، مدفوعة بارتفاع قيمة أسهم شركتيه “تسلا” و”سبيس إكس”. هذه الزيادة جعلت ماسك يوسع الفارق بينه وبين جيف بيزوس، مؤسس أمازون، ليصبح لديه 237 مليار دولار أكثر من بيزوس، وهو أكبر فارق مسجل في تاريخ مؤشر بلومبرغ للمليارديرات.

التكنولوجيا تقود النمو
شهد قطاع التكنولوجيا أكبر زيادة في ثروات مليارديراته، حيث حقق مارك زوكربيرغ (رئيس ميتا)، وجنسن هوانغ (رئيس إنفيديا)، وجيف بيزوس، ومايكل ديل، ولاري بيج، وسيرجي برين معًا زيادة بلغت أكثر من 600 مليار دولار. زوكربيرغ وحده أضاف 81 مليار دولار إلى ثروته، بعد ارتفاع أسهم “ميتا” بنسبة 70% تقريبًا. أما هوانغ، فقد زادت ثروته بمقدار 76 مليار دولار بفضل الأداء القوي لشركة إنفيديا في سوق الذكاء الاصطناعي.
شهد مليارديرات الصين زيادة جماعية في ثرواتهم بنسبة 14% لأول مرة منذ ثلاث سنوات. من بين هؤلاء، برزت أسماء مثل بوني ما، ولي جون، وتشين تينشي، الذين استفادوا من انتعاش السوق الصينية واستقرار الاقتصاد المحلي نسبيًا.
انخفاضات ملحوظة لدى مليارديرات الرفاهية
في المقابل، لم تكن جميع الأخبار جيدة في عالم الأغنياء. تراجعت ثروات بعض كبار الأثرياء في قطاع السلع الفاخرة، وعلى رأسهم الفرنسي برنارد أرنو (رئيس مجموعة LVMH)، وفرانسواز بيتنكور (وريثة لوريال)، وفرانسوا بينو (مالك شركة Kering)، حيث خسروا مجتمعين نحو 71 مليار دولار. كما شهد الملياردير المكسيكي ريكاردو ساليناس انخفاضًا كبيرًا في ثروته بنسبة تجاوزت 50% في يوم واحد فقط، بعد اتهامه مستشارًا ماليًا سابقًا بالاحتيال عليه.
ثروات الأغنياء تقارن باقتصادات كبرى الدول
في 11 ديسمبر، بلغت ثروة أغنى 500 شخص في العالم ذروتها عند 10.1 تريليون دولار، لكنها تراجعت قليلاً إلى 9.8 تريليون دولار بحلول منتصف ديسمبر. ومع ذلك، فإن هذه الثروة الإجمالية تعادل الناتج المحلي الإجمالي لثلاث دول كبرى مجتمعة: ألمانيا، اليابان، وأستراليا.
يعتبر عام 2024 عامًا محوريًا في عالم الثروات، حيث لعبت الأحداث السياسية والتطورات التكنولوجية دورًا رئيسيًا في تعزيز ثروات البعض وتراجعها عند آخرين. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في السنوات المقبلة، مع تصاعد تأثير الذكاء الاصطناعي والسياسات الاقتصادية العالمية.
مقالات ذات صلة: ما هي فيزا العمل من نوع H-1B التي يستميت إيلون ماسك وترمب في الدفاع عنها؟