رغم ارتفاع الأسعار والضرائب المتوقع هذا العام: زيادة طفيفة في الأجور في إسرائيل وتراجع عدد وظائف الهايتك

وفقًا لتقديرات صادرة عن دائرة الإحصاء المركزية، بلغ متوسط الأجر الشهري للعاملين في إسرائيل خلال شهر نوفمبر 2024 حوالي 12,869 شيكل، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 1.1% فقط مقارنة بنوفمبر 2023. يُعتبر هذا الارتفاع البسيط تباطؤًا ملحوظًا في وتيرة زيادة الأجور، خاصة بعد أن كان شهر نوفمبر 2023 في ذروة الحرب على غزة، التي تسببت في إخلاء مئات الآلاف من منازلهم واستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.

تراجع مقارنة بالشهر السابق

شهد متوسط الأجر انخفاضًا حادًا مقارنة بشهر أكتوبر 2024، حيث بلغ آنذاك 13,316 شيكل. يُلاحظ أن شهر نوفمبر عادة ما يسجل زيادات في الأجور، سواء كانت طفيفة أو ملحوظة، لكن هذه المرة كانت هناك انعكاسات سلبية. وتُعد هذه المرة الثانية على التوالي التي يتراجع فيها متوسط الأجر مقارنة بالشهر السابق، وهو مؤشر مقلق في ظل الارتفاع الحاد المتوقع في الأسعار نتيجة زيادة ضريبة القيمة المضافة والتدابير الاقتصادية الأخرى.

من المتوقع أن يؤدي انخفاض الأجور الحقيقية إلى تراجع القدرة الشرائية للأفراد، ما قد يؤثر سلبًا على مستويات الاستهلاك الإجمالية في الاقتصاد. البيانات تشير إلى أن متوسط الأجر الحقيقي للأفراد في شهر أكتوبر 2024 سجل زيادة بنسبة 3% مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، ليبلغ 10,935 شيكل.

بالرغم من تباطؤ نمو الأجور، شهد عدد الوظائف في السوق زيادة ملحوظة. في نوفمبر 2024، بلغ عدد الوظائف حوالي 4.2 مليون وظيفة، ما يمثل زيادة بنسبة 1.4% مقارنة بشهر أكتوبر، وبنسبة 6% مقارنة بشهر نوفمبر 2023. يأتي ذلك رغم التأثيرات السلبية للحرب والنزوح الجماعي في بعض المناطق.

قطاع الهايتك: استمرار التوسع مع تباطؤ في التوظيف

لا يزال قطاع الهايتك يحتل المرتبة الأولى في الأجور، حيث بلغ متوسط الأجر في هذا القطاع في أكتوبر 2024 حوالي 30,915 شيكل، مسجلًا زيادة بنسبة 4.7% مقارنة بأكتوبر 2023، عندما كان متوسط الأجر 29,521 شيكل.

ومع ذلك، يواجه القطاع تحديات في التوظيف، حيث تراجع عدد الوظائف بنسبة 1% مقارنة بشهر سبتمبر ليصل إلى 402 ألف وظيفة. وعلى أساس سنوي، سجل القطاع نموًا محدودًا بنسبة 0.6% فقط في عدد الوظائف.

تعكس هذه البيانات مزيجًا من التحديات والفرص. فرغم الزيادات الطفيفة في الأجور وزيادة عدد الوظائف، تشير التحديات الاقتصادية والسياسية إلى احتمالية استمرار الضغوط على الأجور الحقيقية والقدرة الشرائية للأفراد، ما يضعف توقعات الاستهلاك والنمو في الأشهر المقبلة، وهو ما قد سينعكس على الاقتصاد برمته.

مقالات ذات صلة: قطاع الهايتك الإسرائيلي في 2024: أرقام برّاقة في الظاهر تُخفي بقعًا من العتمة