إذا “زهقت” من هاتفك القديم لأنّه لا يدعم إنترنت (5g) فائق السرعة، وترغب في تغييره، فربما عليك التريّث قليلًا، إذ يشهد سوق شركات الاتصالات في إسرائيل تحولًا كبيرًا مع إعلان شركات الاتصالات عن رفع أسعار خدمات الجيل الخامس (5G) والتخلي عن بعض الحزم الرخيصة (4G) لمن يمتلكون هواتف تدعم إنترنت الجيل الخامس. هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية تركز على تعزيز الإيرادات والربح على حساب الحصة السوقية، ما يُظهر تحولًا في سوق كان يُعتبَر في السابق مستقرًا.
شركة بيليفون (Pelephone) أحدثت ضجة عندما أعلنت عن إيقاف بيع حزم الجيل الرابع (4G) للزبائن الذين يمتلكون أجهزة تدعم الجيل الخامس (5G). الخدمة الجديدة تقدم حزمة بسعر 54.9 شيكل شهريًا مقابل 1,000 جيجابايت من الإنترنت، وهي أغلى بـ 5 شيكل من سعر نفس الخدمة سابقًا. وتوفّر الشركة كذلك خيارًا آخر بسعر 59.9 شيكل مقابل 1,500 جيجابايت. بالمقارنة، كانت الشركة ذاتها تُقدِّم حزمة الجيل الرابع بسعر 39.9 شيكل فقط للزبون الواحد، و35.9 للشخص الواحد لباقة تشمل 3 أشخاص معًا.
حاليًا، حوالي 53% من زبائن بيليفون يستخدمون خدمات الجيل الخامس، وهي نسبة كبيرة تعكس تسارع انتشار هذه التقنية منذ دخولها السوق في عام 2019. ومع ذلك، فإن الأسعار الجديدة تؤكد أن الشركة تتجه نحو التركيز على الخدمات ذات الإيرادات العالية بدلًا من السعي لزيادة قاعدة الزبائن فقط.
كانت شركة سيليكوم (Cellcom) هي السباقة إلى رفع الأسعار، حيث أعلنت في بداية الأسبوع الماضي عن تغيير كامل في حزم الجيل الخامس وإلغاء الخيارات الرخيصة. حزمة الجيل الخامس الأرخص الآن بسعر 59.9 شيكل شهريًا، مقارنة بـ49.9 شيكل قبل التغيير. بالرغم من تضمين تحسينات تقنية مثل شبكات “Stand Alone” وأمان إلكتروني مُحسن، يجد المستهلك نفسه مجبرًا على دفع المزيد للحصول على خدمات مشابهة.
شركة هوت موبايل (HOT Mobile)، المعروفة تاريخيًا بنهجها التنافسي، قدمت حزمة جيل خامس جديدة بسعر 52.9 شيكل، مع خيار إضافة خدمات أمان إلكتروني مقابل 7 شيكل إضافية. يشير هذا إلى أنها بدأت التركيز على تقديم خدمات متميزة بأسعار أعلى بدلًا من الاعتماد فقط على جذب الزبائن بخدمات رخيصة.
شركات مثل بارتنر (Partner)، تسعى لتعزيز خدمات الجيل الخامس والألياف البصرية “فايبر” حتى لو كان ذلك على حساب فقدان الزبائن الأقل ربحية. هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها في تعزيز أرباح الشركة، رغم أنها قلصت من قاعدة عملائها.
وفقًا للبيانات الأخيرة، أظهرت أسهم الشركات ارتفاعات ملحوظة نتيجة لهذه التحولات. سجلت أسهم سيليكوم ارتفاعًا بنسبة 16.8% خلال الأسبوع الأخير، في حين حققت أسهم برتنر ارتفاعًا بنسبة 18.7%. هذا التفاعل الإيجابي من المستثمرين يعكس تفاؤل السوق بالتركيز الجديد على تحقيق الإيرادات بدلًا من التوسع العشوائي.
مقالات ذات صلة: ارتفاع أسعار تسلا Tesla في إسرائيل… الضرائب الجديدة تضيف أعباء على السيارات الكهربائية