قطاع الهايتك الإسرائيلي: صمود رغم التحديات، ولكن إلى متى؟

أظهر بعلى 700 شركة هايتك إسرائيلية أن عام 2024 شهد ارتفاعًا بنسبة 7.6% في معدل التوظيف مقارنة بحالات التسريح. هذا يمثل تعافيًا من نسبة 3.6% المسجلة في عام 2023، وهي فترة شهدت ضغوطًا هائلة على القطاع بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية. لكن ذلك، هناك العديد من المخاوف لدى الخبراء عن واقع ومستقبل قطاع الهايتك في البلاد.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

على مدى 15 شهرًا مضت، تعرض قطاع الهايتك الإسرائيلي لموجة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك الحرب الأخيرة والإصلاحات القضائية. ومع ذلك، يُظهر هذا القطاع صمودًا لافتًا مدعومًا بأسس قوية من الاستثمار في التعليم والتطوير على مدى السنوات الماضية. لكن كما يحذر روني زهافي، المدير التنفيذي لشركة “HiBob”، فإن الصمود الحالي قد لا يستمر إذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة للمستقبل.

1440px Azorim Park PT
حديقة أزوريم التقنية في بتاح تكفا- صورة توضيحية- المصدر: ويكيميديا

زيادة في التوظيف رغم التحديات

أظهر بحث أجرته شركة “HiBob” على 700 شركة هايتك إسرائيلية ونشره موقع كالكاليست أن عام 2024 شهد ارتفاعًا بنسبة 7.6% في معدل التوظيف مقارنة بحالات التسريح. هذا يمثل تعافيًا من نسبة 3.6% المسجلة في عام 2023، وهي فترة شهدت ضغوطًا هائلة على القطاع بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية. مقارنةً بالمعدل العالمي البالغ 5%، تفوقت إسرائيل، حيث جاءت الولايات المتحدة فقط في المرتبة الأولى بمعدل أعلى.

تشير نتائج البحث إلى أن المرونة وسرعة الاستجابة هما مفتاح النجاح في هذا القطاع. في إسرائيل، إذا أغلقت شركة أبوابها، فإن الموظفين ينتقلون بسرعة إلى شركات أخرى. هذا النموذج يميز إسرائيل عن دول مثل فرنسا والدول الإسكندنافية، حيث تجعل القوانين الصارمة والتنظيمات صعوبة في انتقال العمالة بين الشركات.

ولا تقتصر مساهمة شركات الهايتك على الاقتصاد فقط في إسرائيل. فقد خصصت 62% من الشركات موارد لأنشطة اجتماعية وتطوعية استجابة للظروف الطارئة.

على الرغم من ذلك، لا يزال هناك تحديات كبيرة تهدد مستقبل القطاع. وفقًا للبحث، تمكن 64% من الموظفين من الاحتفاظ بوظائفهم في عام 2024، لكن 27% من الشركات نقلت أقسامًا إلى الخارج، و11% من العاملين انتقلوا أو يخططون للانتقال للعمل في بلدان أخرى. من بين الجنود الذين خدموا في الاحتياط أثناء الحرب، أشار 17% منهم إلى أنهم بدأوا عمليات انتقال إلى الخارج.

hight tech

مشاكل في توظيف الكفاءات وتحديات مستقبلية

أشار 36% من مديري شركات الهايتك إلى صعوبة في توظيف الكفاءات المتميزة. ويبدو أن حالة عدم اليقين تدفع العديد من المهنيين إلى التمسك بوظائفهم الحالية دون تغييرها. كما أن “ثورة الذكاء الاصطناعي” أدت إلى تقليص فرص العمل للمبتدئين، حيث أفاد 5% فقط من الشركات بأنها فتحت وظائف للمبتدئين في عام 2024.

مع تزايد دور الذكاء الاصطناعي، يشير روني زهافي، المدير التنفيذي لشركة “HiBob”، إلى أنه يمكن أن يكون حلاً لتحديات القطاع. يدعو الشركات التقنية إلى إنشاء أكاديميات لتدريب الخريجين على مهارات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعتبره “تذكرة الدخول” للجيل القادم من العاملين في القطاع.

يشدد زهافي على أن النجاحات الحالية هي نتيجة استثمارات تمت قبل عقد من الزمن، محذرًا من أن نقص الموارد وعدم معالجة القضايا الحرجة مثل تحسين المناهج الدراسية، دعم التحول الرقمي في القطاع العام، وتعزيز التوازن بين المركز والأطراف، قد يؤدي إلى أزمة في المستقبل.

كذلك، فإنّ التحديات الجديدة التي خلقتها الحرب، مثل “هجرة العقول” وارتفاع تكاليف السفر والتنقل، قد توثّر، إذا لم تعالج كما ينبغي، على قدرة قطاع الهايتك في البلاد على الحفاظ على زخمه الحالي.

مقالات ذات صلة: قطاع الهايتك الإسرائيلي في 2024: أرقام برّاقة في الظاهر تُخفي بقعًا من العتمة

مقالات مختارة

Skip to content