شهدت إسرائيل خلال عام 2024 ارتفاعًا غير مسبوق في استخدام بطاقات الائتمان، حيث بلغ إجمالي حجم الإنفاق السنوي 518 مليار شيكل، متجاوزًا لأول مرة حاجز نصف تريليون شيكل. ووفقًا لبيانات “شبا” المسؤولة عن إدارة أنظمة الدفع ببطاقات الائتمان في إسرائيل، يمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 11.2% مقارنة بعام 2023، وزيادة إجمالية بنسبة 54.5% خلال خمس سنوات فقط.
عوامل النمو والتحديات
رغم هذه الأرقام القياسية، لا يعكس النمو بالضرورة تحسنًا في النشاط الاقتصادي الحقيقي. أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه الزيادة هو ارتفاع الأسعار بسبب التضخم، ما أدى إلى زيادة حجم الإنفاق بدون زيادة فعلية في الاستهلاك. كما لعبت الحرب التي أثرت على نشاط شركات الطيران الأجنبية دورًا في إبقاء عدد أكبر من الإسرائيليين داخل البلاد، ما دعم الطلب المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، تواصلت ظاهرة التحوّل من الدفع النقدي إلى استخدام بطاقات الائتمان، وخاصة من خلال الهواتف الذكية. ففي حين شهدت عمليات السحب النقدي زيادة طفيفة فقط بنسبة 2%، لتصل إلى 64.9 مليار شيكل، أصبح الدفع الإلكتروني الخيار الأكثر استخدامًا، ما ساهم في تضخيم حجم الإنفاق عبر بطاقات الائتمان.
أداء القطاعات المختلفة
قطاع الطيران كان الأبرز، حيث شهد ارتفاعًا مذهلًا بنسبة 233% في استخدام بطاقات الائتمان، وذلك نتيجة توقف نشاط العديد من شركات الطيران الأجنبية. هذه الظروف دعمت شركات الطيران المحلية التي استفادت من الطلب المتزايد وارتفاع الأسعار الناتج عن انخفاض العرض.
أما قطاع الفنادق فقد سجل نموًا بنسبة 56.2% مقارنة بعام 2023، رغم كونه من أكثر القطاعات تضررًا خلال الحرب. السبب وراء هذا الارتفاع هو مقارنة الأداء مع فترة الربع الأخير من عام 2023، حيث انخفض النشاط إلى مستويات شبه معدومة بسبب الأزمة، واستخدام الفنادق لإيواء النازحين على حساب الدولة. بيانات شهر ديسمبر 2024 أوضحت هذه الفجوة بوضوح، حيث شهدت الفنادق زيادة بنسبة 243% في الإنفاق مقارنة بشهر ديسمبر 2023.
التأثير على الاستهلاك المحلي
في المقابل، سجلت قطاعات التجزئة مثل المواد الغذائية، الملابس، والأجهزة الكهربائية نموًا أقل من المتوسط، حيث ارتفعت الإنفاقات فيها بنسبة تقارب 9% لكل قطاع. ومع احتساب التضخم والانتقال من النقد إلى الدفع الإلكتروني، يتضح أن النمو الحقيقي كان أكثر تواضعًا.
قطاع المطاعم والمقاهي أظهر نموًا بنسبة 14.6%، لكن هذا الرقم يخفي تحديات كبرى واجهها القطاع خلال العام. إذ اضطرت العديد من المطاعم، حتى العريقة منها، إلى الإغلاق بسبب الضغوط الاقتصادية، ما يعني أن النمو لم يكن موزعًا بالتساوي بين جميع اللاعبين في السوق.
مقالات ذات صلة: بنك إسرائيل ينوي إلزام البنوك وشركات بطاقات الائتمان بإتاحة إلغاء البطاقات إلكترونيًا