شهد الشيكل اليوم ارتفاعًا أمام الدولار الأمريكي، حيث وصل سعر الصرف إلى 3.62 شيكل للدولار الواحد، وهو أدنى مستوى له (للدولار) منذ فترة طويلة. يُعزى هذا الارتفاع، وفقًا للخبراء، إلى تقدم المحادثات بشأن اتفاقية إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب تراجع ملحوظ في “علاوة المخاطرة” المرتبطة بإسرائيل في الأسواق العالمية.
خلال الأشهر الأخيرة، تميز الشيكل بقوة ملحوظة مقارنة بالعملات الأخرى، رغم أن الدولار قد شهد ارتفاعًا عالميًا. فعلى سبيل المثال، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 6% أمام العملات الأخرى خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بينما تراجع الدولار أمام الشيكل بنسبة 3.5% خلال الفترة ذاتها.
يشير الخبراء إلى أن هذا الأداء القوي للشيكل يعود جزئيًا إلى تحسن الظروف السياسية والاقتصادية، خاصة مع وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية والانفراج المتوقع في الوضع الأمني العام. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت تقارير تفيد بتجدد المفاوضات مع المملكة العربية السعودية، مما أثار موجة من التفاؤل في الأسواق الإسرائيلية.
مودي شافرير، كبير الاقتصاديين في بنك هبوعليم، أوضح في حديثه مع موقع غلوبس أن الأسواق تتفاعل مع التوقعات بأن وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد، ما يخفض من علاوة المخاطرة. مع ذلك، حذر من أن المخاطر لا تزال قائمة، حيث تُصنف السندات الحكومية الإسرائيلية بالدولار عند مستويات مشابهة لدول مثل هنغاريا وبيرو، وهو ما يعكس استمرار حالة القلق بين المستثمرين الدوليين.
في حين يرى بعض المحللين أن المستثمرين الأجانب متفائلون بشأن التحولات الجيوسياسية في المنطقة، يحذر آخرون من أن هذا التفاؤل قد يكون مفرطًا. يشير بعض الخبراء إلى أن التحديات السياسية الداخلية في إسرائيل، وخاصة الأزمات الدستورية التي برزت في 2023، لم تختفِ وقد تؤثر على استقرار السوق مستقبلاً.
تشير مديرة شركة “بينسا كابيتال” للاستثمار، غيت ماغيدو، إلى أن انخفاض علاوة المخاطرة وعودة التدفقات المالية إلى السوق الإسرائيلي، سواء من المستثمرين المحليين أو الأجانب، ساهمت بشكل كبير في تعزيز قوة الشيكل. كما أضافت أن الفائض التجاري الإسرائيلي والمفاجآت الإيجابية، مثل العجز المالي المنخفض لعام 2024 مقارنة بالتوقعات، تدعم هذا الاتجاه الإيجابي.
يوتاب كوستيكا، مدير الاستثمار في شركة “مور كرونوت ناعمنوت”، يرى في حديثه مع غلوبس أن الأسواق الإسرائيلية قد تستفيد من موجة من التفاؤل إذا ما توسعت اتفاقيات التطبيع. ويتوقع كوستيتسا أن يواصل الشيكل قوته، وأن تظل قطاعات مثل البنوك والتأمين والعقارات المدرة للدخل جذابة للمستثمرين. لكنه نصح المستثمرين بالحذر من زيادة المكون الدولاري في محافظهم، مشيرًا إلى أهمية التوازن في ظل التحولات الاقتصادية.
مقالات ذات صلة: عجز الميزانية لعام 2024… أرقام أفضل مما كان متوقعًا لكنّها تظلّ سلبيّة