القطار الخفيف بين حيفا والناصرة سيصل متأخرًا سنة عن موعده!

عارضت وزارة المالية هذا المشروع في الماضي، بحجة أنه مشروع غير مربح، ولطول المسافة بين حيفا والناصرة. لكنّ هذا المشروع، الذي يواجه تحديات جديدة وتأخيرات، هو القطار الخفيف الوحيد المخصّص لخدمة العديد من التجمعات السكنيّة العربية، ما يجعله أقل جاذبية في عيون السلطات!
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
1024px Tel Aviv light rail test ride 1
صورة توضيحية- قطار تل أبيب الخفيف -المصدر: ويكيميديا

تشهد أعمال إنشاء مشروع القطار الخفيف الرابط بين حيفا والناصرة تأخيرات مستمرة، ما يثير القلق بشأن إمكانية إنجازه في الموعد المقرر. وفقًا لتقارير صادرة عن لجنة الرقابة المسؤولة عن متابعة تنفيذ المشروع، فإن التأخير أصبح أكثر وضوحًا في عدة مقاطع، مما يهدد الجدول الزمني المخصص للانتهاء من الأعمال.

التأخير وأسبابه

في رسالة تحذيرية أرسلتها الشركة المشرفة والمراقبة للمشروع “سولبرغ” إلى لجنة التوجيه، تمت الإشارة إلى أن الفجوة الزمنية بين التقدم الحالي والمواعيد المقررة قد ازدادت بشكل كبير. وتطرقت الرسالة إلى أسباب متعددة للتأخير، منها تأثير الحرب، والتأخيرات الناتجة عن عدم استكمال الموافقات والتصريحات من الشرطة والسلطات المحلية وشركات البنية التحتية.

وكما ورد في موقع كالكاليست، تشمل المناطق الأكثر تأخيرًا المقاطع التي تمر عبر مدينة نوف هجليل، حيث تجاوز التأخير ثمانية أشهر عن الجدول الزمني المحدد. كذلك، يعاني المقطع الذي يمر عبر شارع 79 من تحديات كبيرة، مع تقارير تفيد بعدم بدء التنسيق بين الجهات المعنية حتى الآن. إضافة إلى ذلك، فإنّ العمل في تقاطع “سومخ” و”الموفيل” غير مكتمل، ويواجه جزء المشروع الموجود في منطقة الكريوت تأخيرات ملحوظة بسبب مشكلات تخطيطية وتأخيرات تتعلق بتصريحات الشرطة.

1024px P1020134 Rame sur Jaffa street
القطار الخفيف في شارع يافا بالقدس- المصدر: ويكيميديا

تفاصيل المشروع وآفاق المستقبل

يبلغ طول خط القطار الخفيف حوالي 41 كيلومترًا، مع 20 محطة موزعة على طول المسار. ويُعدَ هذا المشروع فريدًا من نوعه ومثير للجدل في آنٍ واحد. فهو ليس قطارًا خفيفًا “تقليديًا”، بل هو مزيج يجمع بين المسارات داخل المدن وبينها (بين المدن). وقد عارضت وزارة المالية إنشاءه في الماضي، بحجة أنه مشروع غير مربح بسبب قلة الكثافة السكانية على طول المسار، ولأن المسافة الكبيرة بين الناصرة وحيفا ستؤدي إلى أن تستغرق الرحلة من البداية إلى النهاية حوالي 50 دقيقة. لكنّ هذا المشروع هو القطار الخفيف الوحيد المخصّص لخدمة العديد من التجمعات السكنيّة العربية، ما يجعله أقل جاذبية في عيون السلطات!

تم تقسيم تنفيذ المشروع إلى مرحلتين: المرحلة الأولى تشمل إنشاء البنية التحتية الأساسية بواسطة شركة “خوتسي يسرائيل”، فيما يتم تنفيذ المرحلة الثانية من قبل تحالف من 3 شركات، يكون مسؤولًا عن تصميم وتنفيذ أنظمة الإشارات والاتصالات والكهرباء، بالإضافة إلى إنشاء المحطات والقضبان. يبلغ إجمالي تكلفة المشروع نحو 4 مليارات شيكل، مع التزام التحالف بتشغيل الخط لمدة 25 عامًا بعد الانتهاء من أعمال البناء.

رغم التقدم المُحرَز، فإن المشروع يواجه صعوبات كبيرة نتيجة نقص العمالة وتأثير الحرب. وفقًا لشركة “خوتسي يسرائيل”، فإن استمرار العمل يجري ببطء في بعض المواقع بسبب نقص الموارد البشرية واللوجستية. وأكدت الشركة أنها تراقب الوضع عن كثب وتسعى للحفاظ على استمرارية العمل لتقليل تأثير التأخيرات.

من المتوقع أن يخدم المشروع حوالي 100 ألف راكب يوميًا، ما يجعله أداة حيوية لتحسين التنقل بين حيفا والناصرة. ووفقًا لوثيقة “البنية التحتية للنمو 2025” الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء، فإن الموعد المقرر لإنهاء المشروع بالكامل هو الربع الثالث من عام 2028. ومع ذلك، فإن الموقع الإلكتروني لشركة “خوتسي يسرائيل” يشير إلى أن المسار قد ينتهي بحلول عام 2029، ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال تأجيلات إضافية. وحتى بعد الانتهاء من المسار، سيتطلب المشروع فترة طويلة من تجارب التشغيل للتأكد من كفاءة الأنظمة والبنية التحتية قبل الإطلاق التجاري الرسمي.

مقالات ذات صلة: “طيران حيفا” تطلق خطوطًا جديدة وتبدأ العمل من مطار حيفا 

مقالات مختارة

Skip to content