في واحدة من أكبر قضايا الخسائر في بيوت الاستثمار، أُعلن عن خسارة أكثر من نصف مليار شيكل من أموال المستثمرين الإسرائيليين في بيت الاستثمار “مونترو” الذي ركز استثماراته في دور رعاية صحية في بريطانيا. وأثار هذا الإعلان صدمة واسعة بين المستثمرين الذين راهنوا على استثمارات آمنة ومستقرة، لتتحول إلى خسائر كارثية، خاصة بعد أن أعلن الصندوق عن عدم قدرته على سداد القروض واستيلاء الدائنين على أصولها.
أسباب الانهيار وتفاصيل الخسائر
“مونترو”، أو Montreux هو بيت استثمار أُسس في عام 2013، كان يروج له كفرصة استثمارية مميزة لشراء وتحسين دور رعاية مرضى في بريطانيا بهدف بيعها لاحقًا وتحقيق أرباح. منذ عام 2016، جُمعت استثمارات بقيمة 1.2 مليار شيكل، إلا أن القروض الكبيرة التي تم اقتراضها دون علم الزبائن ساهمت في انهيار الصندوق. في يونيو 2024، استولى الدائنون على جميع الأصول، ما أدى إلى انهيار قيمتها من 2 مليار شيكل إلى 19 مليون شيكل فقط.
في إسرائيل وحدها، بلغت استثمارات الزبائن في بيت الاستثمار هذا حوالي 450-500 مليون شيكل حسبما أفاد موقع كالكاليست، مع أكثر من 640 مستثمرًا تضرروا بشكل مباشر. أبرز هؤلاء الزبائن وصلوا عبر بيوت استثمار وسيطة مثل “غلوبال نت” وشركات صغيرة أخرى. لكن أكثر ما أثار القلق هو الطريقة التي تم بها تسويق هذه الصناديق، حيث وُعد الزبائن بعوائد مرتفعة دون الإفصاح عن المخاطر الحقيقية.
صندوق FHL: المخاوف تتزايد
على الرغم من أن انهيار مونترو كان بارزًا، فإن بيت استثمار آخر، FHL، يثير قلقًا مماثلًا. FHL، الذي استثمر في مجال الإسكان ورعاية كبار السن في بريطانيا، جَمع حوالي 700 مليون شيكل من الزبائن الإسرائيليين، بما في ذلك عبر صناديق التقاعد المُدارة ذاتيًا (IRA).
منذ بداية عام 2023، أوقفت إدارة FHL عمليات السحب ولم تعلن عن القيمة المحدثة لأصولها، ما دفع الزبائن للاشتباه في وجود مشكلات مالية عميقة.
تواجه إدارة الصندوق ضغوطًا كبيرة لإعادة الشفافية للزبائن، حيث طالبت “غلوبال نت” إدارة الصندوق بتقديم تقارير ربع سنوية حول الأصول والقروض وتقديم توضيحات حول المخاطر المحتملة المحدقة بالأموال.
ردود الأفعال والتحقيقات الجارية
تخضع شركة “غلوبال نت”، أحد بيوت الاستثمار الكبرى في إسرائيل، لتحقيقات سلطة الأوراق المالية حول دورها في تسويق هذه الصناديق. ورغم أن “غلوبال نت” دافعت عن موقفها وأكدت أنها تُجري محادثات مع الصناديق لإنقاذ أموال الزبائن، إلا أن الانتقادات لا تزال مستمرة، خاصة أن نسبة كبيرة من المستثمرين وصلوا إلى الصناديق عبرها.
صرحت “جلوبال نت” بأنها تعمل على استعادة ثقة الزبائن، مشيرة إلى أن FHL قد يعيد استثماراته إلى المسار الصحيح بحلول 2025-2026، وفقًا لتقديرات مديريه. مع ذلك، يبدو أن الزبائن في حالة من القلق الكبير، في ظل عدم اليقين بشأن مستقبل هذه الأموال.
هذه الحوادث تُبرز أهمية التحقق الدقيق من الاستثمارات وفهم المخاطر المرتبطة بها. الدروس المستخلصة من هذه الأزمة تؤكد أن الزبائن أنفسهم بحاجة إلى أن يكونوا على وعي كبير حول المخاطر المحتملة، خصوصًا في الاستثمارات غير التقليدية.
مقالات ذات صلة: رحلة الاستثمار… زراعة الصبر لحصد الثمار