على الرغم من إعلان شركة مايكروسوفت منذ عامين ونصف عن خطط لتوسيع نشاط صندوق الابتكار المناخي الخاص بها في إسرائيل، إلا أن الشركة لم تقم حتى الآن بأي استثمارات في الشركات الناشئة الإسرائيلية في هذا المجال، وهو ما أكّده تحقيقٌ أجراه موقع كالكاليست.
تاريخ الصندوق وأهدافه
تأسس صندوق الابتكار المناخي التابع لمايكروسوفت في عام 2020 بهدف استثمار مليار دولار عالميًا بحلول عام 2024. يركز الصندوق على تطوير تقنيات مبتكرة لمواجهة التحديات المناخية، بما في ذلك الحد من انبعاثات الكربون، تحسين إدارة المياه والنفايات، والحفاظ على النظم الإيكولوجية. كما يهدف الصندوق إلى دعم المشاريع التي تعزز الحلول المستدامة والعمل مع مستثمرين آخرين لتحقيق أهداف المناخ العالمية.
حتى سبتمبر 2024، كشفت ميلاني ناكاغاوا، كبير مسؤولي الاستدامة في مايكروسوفت، أن الصندوق خصص حوالي 761 مليون دولار لتقنيات المناخ مثل احتجاز الكربون ووقود الطيران المستدام. ومع ذلك، لم يتم استثمار أي مبلغ في الشركات الإسرائيلية الناشئة على الرغم من افتتاح مكتب خاص لدعم هذا القطاع في البلاد.
ففي أغسطس 2022، افتتحت مايكروسوفت مكتبًا تمثيليًا في إسرائيل، تحت قيادة ميخال برافيرمان بلومينستيك، نائب الرئيس التنفيذي والمدير التقني لشركة Microsoft Security. وقتها، عبّر برافيرمان بلومينستيك عن تفاؤله بقدرة إسرائيل على أن تصبح قوة تكنولوجية في مجال المناخ، دون أن ينعكس ذلك في ممارسات على أرض الواقع.
أزمة في الاستثمار المناخي الإسرائيلي
تشهد الاستثمارات في التكنولوجيا المناخية الإسرائيلية تراجعًا حادًا. في النصف الأول من عام 2024، تم استثمار 551 مليون دولار فقط في هذا القطاع، بانخفاض قدره 60% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
يأتي هذا التراجع في سياق عالمي أوسع، حيث انخفض تمويل التكنولوجيا المناخية بنسبة 29% على مدى أربعة أرباع متتالية، من 79 مليار دولار في أواخر عام 2022 إلى 56 مليار دولار في أواخر عام 2023.
كما شهد تمويل رأس المال الاستثماري والأسهم الخاصة انخفاضًا من 799 مليار دولار إلى 673 مليار دولار خلال الفترة نفسها. هذه الأرقام تعكس التحديات التي تواجه قطاع التكنولوجيا المناخية عالميًا، مع تنافس الشركات على تخصيص الموارد للابتكار في مجالات أخرى، مثل الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي يطغى على الاستدامة
تشير التقارير إلى أن مايكروسوفت، التي كانت تعتبر تغير المناخ “القضية الحاسمة لجيلنا”، وفقًا لتصريح رئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا، أصبحت تواجه صعوبات في تحقيق أهدافها البيئية بسبب التوسع الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
خلال عام 2023، زادت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لمايكروسوفت بنسبة 29% مقارنة بعام 2020، كما ارتفع استهلاك المياه بنسبة 23% بسبب الحاجة إلى تبريد مراكز البيانات التي تدير عمليات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
هذا النمو الكثيف في استهلاك الموارد يثير تساؤلات حول قدرة الشركة على تحقيق أهدافها في مجال الاستدامة، والتي وضعتها قبل أربع سنوات. السباق المحموم للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي يبدو أنه جعل الأولويات البيئية في مرتبة ثانوية بالنسبة لمايكروسوفت.
مقالات ذات صلة: إنفيديا تبني واحدة من أكبر مزارع الخوادم في إسرائيل باستثمار يزيد عن نصف مليار دولار