خسائر إسرائيل الاقتصادية من حربها على غزة: 150 مليار شيكل والمزيد قادم

يبدو أن إسرائيل قد تكون على أعتاب نهاية أطول وأصعب حرب في تاريخها، حربٍ دمرت فيها كلّ مظاهر الحياة في قطاع غزة. وكانت تكلفتها على الاقتصاد الإسرائيلي ضخمة، حيث تشير آخر تقديرات وزارة "الدفاع" الإسرائيلية أنّ التكلفة حتّى اللحظة تصل إلى 150 مليار شيكل، مرشحة للزيادة في المستقبل القريب نتيجة عدة عوامل أمنية.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
1024px SoI War 23 10 31 IDF 05 03
الدمار المرافق لتوغل الجيش الإسرائيلي في غزة- المصدر: ويكيميديا

مع إعلان وقف إطلاق النار اليوم الأحد في غزة وتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، يبدو أن إسرائيل قد تكون على أعتاب نهاية أطول وأصعب حرب في تاريخها، حربٍ دمرت فيها كلّ مظاهر الحياة في قطاع غزة. وكانت تكلفتها على الاقتصاد الإسرائيلي ضخمة، حيث تشير آخر تقديرات وزارة “الدفاع” الإسرائيلية أنّ تكلفة الحرب حتّى اللحظة تصل إلى 150 مليار شيكل، وهو ما سيزداد خلال المستقبل القريب حتّى لو لم تُدقّ طبول الحرب مجددًا.

مليارات لأيام الاحتياط وأزمة في الرتب الدائمة

تأتي أبرز النفقات من استدعاء جنود الاحتياط، حيث استُدعي نحو 220 ألف جندي احتياط منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. هؤلاء الجنود خدموا ما مجموعه 49 مليون يوم احتياط، وهو رقم يفوق بكثير المتوسط السنوي البالغ 2.5 مليون يوم احتياط قبل اندلاع الحرب. الإنفاق على جنود الاحتياط لوحده وقوى العمل العسكرية بلغ 44 مليار شيكل، ما يجعله الأكبر في ميزانية الحرب، متفوقًا حتى على نفقات الأسلحة والمعدات والبنية التحتية العسكرية.

يبلغ الحد الأدنى للإنفاق الشهري على كل جندي احتياطي حوالي 15 ألف شيكل، وهو مبلغ يشمل المنح والمكافآت. ومن المخطط تمديد فترة الخدمة العسكرية الإلزامية للمقاتلين إلى ثلاث سنوات اعتبارًا من أبريل المقبل، لتخفيف العبء على جنود الاحتياط، حيث من المتوقع ألّا يزيد العدد الإجمالي من قوات الاحتياط المستعدين للخدمة العسكرية حتى نهاية العام عن 25%، وهو ما من شأنه أن يضيف أعباء اقتصادية نتيجة زيادة سنوات الخدمة الإلزامية، حيث سيتأخر دخولهم إلى سوق العمل.

تعاني قوات الجيش النظامي من أزمة كبيرة في استقطاب وتثبيت الكوادر. ورغم موافقة وزارة المالية على إضافة 4000 وظيفة جديدة دائمة في الجيش، فإن نصفها فقط تم شغله حتى الآن. هذا الوضع تفاقم مع وجود فجوة كبيرة في الرواتب بين الجنود ذوي الرتب الدائمة وأولئك الذين يخدمون في الاحتياط، ما دفع العديد من أصحاب الرتب الدائمة إلى تفضيل الانضمام إلى الاحتياط للاستفادة من التعويضات المالية الأكبر.

من أبرز القضايا التي تواجه الجيش الإسرائيلي في أعقاب الحرب الممتدة هي غياب اليهود الأرثوذكس (الحريديم) عن التجنيد العسكري، وهو ما يلقي بعبء ثقيل على جنود الاحتياط والقوات النظامية. الحكومة الحالية، التي تعتمد على دعم الأحزاب الحريدية في الائتلاف، لا تتخذ خطوات جادة من أجل تجنيدهم.

1024px Flickr Israel Defense Forces Reserve Soldiers in Staging Areas Around the Gaza Strip e1730120079563
جنود احتياط- بلغ الحد الأدنى للإنفاق الشهري على كل جندي احتياطي حوالي 15 ألف شيكل- المصدر: ويكيميديا

كذلك، تخطط الحكومة الإسرائيلية لإعادة أكثر من 60 ألف إسرائيلي إلى منازلهم في غضون أيام. سيتم تقديم منح مالية تشجيعية تصل إلى عشرات الآلاف من الشواكل لكل أسرة لتشجيعها على العودة، مع ضمان نشر قوات كبيرة على طول الحدود ونصب معدات عسكرية وأبراج مراقة باهظة الثمن لتوفير شعور بالأمان للعائدين، حيث يرفض العديد منهم العودة، وهو ما سيضيف أعباء مالية إضافية.

صواريخ بملايين الدولارات

تشكل صواريخ “حيتس 3” واحدة من أكثر أدوات الحرب كلفة. يصل سعر الصاروخ الواحد إلى 2-3 مليون دولار، وقد تم استخدامه على نطاق واسع خلال التصدي لصواريخ باليستية أطلقتها إيران في هجومها الأول في أبريل والثاني في أكتوبر 2024.

تكلفة ما أطلقته الدفاعات الجوية الإسرائيلية ضد الهجمات الإيرانية حوالي مليار شيكل. وقد وقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية اتفاقيات بمليارات الشواكل لشراء صواريخ جديدة من هذا النوع، بالتوازي مع صفقة بيع ضخمة إلى ألمانيا بقيمة 14 مليار شيكل كجزء من استراتيجية الدفاع الأوروبية الجديدة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

على صعيد متصل، وقّعت وزارة الدفاع الإسرائيلية اتفاقية مع شركة “رافائيل” لتزويدها بصواريخ مضادة ضمن نظام “القبة الحديدية” بتمويل خاص قدره 5.2 مليار دولار قدمه الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. وسيُستخدم هذا التمويل أيضًا لشراء صواريخ لأنظمة دفاعية أخرى مثل “مقلاع داوود” ونظام ليزري للتصدي للصواريخ يدعى “الشعاع الحديدي”، من المتوقع دخوله الخدمة قريبًا.

مقالات ذات صلة: هكذا تخطط إسرائيل لبناء استراتيجيتها العسكرية القادمة

مقالات مختارة

Skip to content