170 ألف مبنى دمّرته الحرب الإسرائيلية على غزة: من سيموّل تكلفة الإعمار المقدّرة بـ80 مليار دولار؟

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

مع الساعات الأولى من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تُطرح تساؤلات كبيرة حول إعادة إعمار القطاع، الذي دُمّر بالكامل تقريبًا خلال الأشهر الخمسة عشرة الماضية. ومع تقديرات تشير إلى أنّ إعادة الإعمار تحتاج أرقامًا فلكية تتراوح بين 40 و80 مليار دولار، يبقى السؤال الأكبر: من سيموّل هذا الجهد الضخم؟

1024px Damage in Gaza Strip during the October 2023 13
الأنقاض بعد غارة إسرائيلية على مدينة غزة، 8 أكتوبر 2023- المصدر: ويكيميديا

اقتصاد غزة في حالة انهيار كامل

تسببت الحرب في انهيار الاقتصاد في غزة بشكل غير مسبوق. بلغ الناتج المحلي الإجمالي للقطاع في العام الماضي حوالي 90 مليون دولار فقط، بانخفاض تجاوز 80% مقارنة بالأعوام السابقة. ومع غياب إعادة الإعمار، من الصعب تصور أي انتعاش اقتصادي.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إزالة الأنقاض، التي تُقدر بحوالي 42 مليون طن، ستستغرق ما لا يقل عن 10 أشهر، بتكلفة تُقدّر بنحو 1.2 مليار دولار.

أظهرت صور الأقمار الصناعية أن حوالي 70% من المباني السكنية في غزة قد دُمّرت، أي أكثر من 170 ألف مبنى. وتُقدر الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بنحو 20 مليار دولار. تشمل هذه الأضرار تدمير 68% من شبكة الطرق، وتراجع إمدادات المياه إلى ربع ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر عام 2023. كما تعرضت مئات المرافق العامة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، لأضرار كبيرة. وتشير التقديرات إلى أن إعادة بناء النظام الصحي وحده ستحتاج إلى حوالي 15 مليار دولار.

المجتمع الدولي ومصادر التمويل

حسب موقع كالكاليست، من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان مشروع إعادة الإعمار سينطلق بسرعة، أو حتى سينطلق على الإطلاق، بالنظر إلى التحديات السياسية والاقتصادية. وتشكل دول الخليج العربية (السعودية، الإمارات، وقطر) أبرز الممولين المحتملين، لكنها لن تستطيع تحمل التكلفة الكاملة بمفردها. تبحث هذه الدول عادة عن عوائد اقتصادية أو سياسية من استثماراتها، ولكن الاستثمار في غزة يحمل مخاطر عالية بسبب عدم الاستقرار وسجل طويل من جولات القتال المتكررة.

على الرغم من المخاطر، قد تدفع دول الخليج إلى الاستثمار في إعادة إعمار غزة كجزء من استراتيجيتها للحفاظ على الاستقرار الإقليمي. إذ أوضحت الحرب الأخيرة أن الصراع في غزة يمكن أن يؤثّر على دول الخليج نفسها، كما حدث مع الهجمات الحوثية المدعومة من إيران، ومصدرها جارتهم اليمن. لكن يبقى التساؤل حول مدى استعداد هذه الدول لضخ استثمارات كبيرة في منطقة ذات فائدة اقتصادية محدودة، باستثناء احتمال استغلال حقل الغاز قبالة سواحل غزة.

مقالات ذات صلة: خسائر إسرائيل الاقتصادية من حربها على غزة: 150 مليار شيكل والمزيد قادم

مقالات مختارة