تسبب قرار المحكمة العليا الأميركية بحظر تطبيق “تيك توك” Tik Tok في الولايات المتحدة في خلق حالة من الجدل والتوتر، حيث توقفت المنصة الشهيرة عن العمل في البلاد مساء السبت، ما أثر على 170 مليون مستخدم أميركي. يأتي ذلك بعد أن أيدت المحكمة بالإجماع قانونًا يمنع تشغيل التطبيق المملوك لشركة “بايت دانس” الصينية إلا في حالة بيعه إلى مستثمر أميركي أو مستثمر من دولة صديقة.
عند محاولة المستخدمين الدخول إلى التطبيق، تظهر رسالة تفيد بأن “تيك توك غير متاح حالياً”. وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من الجدل حول مخاوف تتعلق بالأمن القومي وإدارة بيانات المستخدمين. وأكدت إدارة “تيك توك” في رسالة أخرى أنها تعمل على إيجاد حل سريع لإعادة تشغيل الخدمة، مشيرة إلى تواصلها مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب الذي أبدى استعداده للتدخل وإعادة تشغيل التطبيق بعد توليه منصبه اليوم الاثنين.
وسط الأزمة، قدمت شركة “بيربليكستي إيه آي” (Perplexity AI)، الناشئة والمتخصصة في الذكاء الاصطناعي، عرضًا لشركة “بايت دانس” لدمج عملياتها في الولايات المتحدة وإنشاء كيان جديد. وأوضحت شبكة “سي إن بي سي” أن هيكل الصفقة سيسمح للمستثمرين الحاليين في “بايت دانس” بالاحتفاظ بحصصهم. تأسست “بيربليكستي” في عام 2024 بقيمة مبدئية تبلغ 500 مليون دولار، لكنها شهدت نموًا سريعًا لتصل قيمتها إلى 9 مليارات دولار بحلول نهاية العام.
أكد المشرعون الأميركيون أن ارتباط “تيك توك” بالصين يشكل خطرًا على الأمن القومي، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بجمع بيانات المستخدمين واستخدامها لأغراض غير معلنة. ونتيجة لذلك، حظرت المحكمة العليا التطبيق، ما أدى إلى اختفائه من متاجر التطبيقات التابعة لشركتي “آبل” و”غوغل”.
صرح الرئيس المنتخب دونالد ترمب بأنه قد يؤجل تنفيذ الحظر لمدة 90 يومًا بعد توليه المنصب، في محاولة لإيجاد حل مع شركة “بايت دانس”.
حيث يسمح القانون للرئيس الجديد بتأجيل الحظر إذا تم إحراز تقدم كبير في بيع التطبيق إلى مستثمر أميركي. كما التقى مدير “تيك توك”، شاو تشيو، بترمب خلال الأسابيع الماضية لمناقشة الخطوات المقبلة، وهو ما يشير إلى مفارقة أن يأتي إنقاذ التطبيق على يد عدوّ الصين الأوّل، دونالد ترمب، والذي كان أثناء فترته الرئاسية الأولى من أشدّ الداعين إلى حظر التطبيق، لكنّه أعاد النظر بعد أن أفاده التطبيق في تحقيق مليارات المشاهدات لمقاطع تدعم حملته الانتخابية.
أعرب العديد من المستخدمين الأميركيين، خاصة المؤثرين Influencers وأصحاب الأعمال الصغيرة الذين يعتمدون على “تيك توك” في دخلهم، عن قلقهم إزاء حظر التطبيق. بينما أبدى البعض أملهم في إمكانية إنقاذ المنصة من خلال الجهود التي قد يقودها الرئيس الجديد.
مقالات ذات صلة: هل تبيع الحكومة الصينية تطبيقها المدلّل لإيلون ماسك؟