من المتوقع أن يتسبب حجب تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة بخسائر اقتصادية كبيرة تقدر بمليارات الدولارات، وفقاً لتقارير متعددة. أوقفت منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة نشاطها في الولايات المتحدة مساء السبت، ما أدى إلى حجب وصول أكثر من 170 مليون مستخدم أميركي للتطبيق، الأمر الذي يُنذر بمحو مليارات الدولارات من الاقتصاد الأميركي، حيث تعتمد ملايين الشركات ورواد الأعمال على “تيك توك” للترويج لمنتجاتهم وخدماتهم.
خسائر بالمليارات للشركات والأفراد
تشير التقديرات إلى أن “تيك توك” يولد أكثر من ثمانية مليارات دولار من عائدات الإعلانات السنوية في الولايات المتحدة وحدها. كما ساهمت الشركات الصغيرة التي تعتمد على التطبيق بمبلغ 24.2 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي في عام 2023، وفق دراسة أجرتها شركة “أوكسفورد إيكونوميكس”.
من جهة أخرى، يقدر أن المستهلكين الأميركيين حصلوا على قيمة اقتصادية تقدر بـ73 مليار دولار من “تيك توك” في عام 2023، وفق دراسة قادها إريك برينجولفسون، رئيس مختبر الاقتصاد الرقمي بجامعة ستانفورد. وأظهرت الدراسة أن العديد من المستخدمين يعتبرون التطبيق مصدراً مهماً للترفيه والتواصل.
التأثير على الشركات الصغيرة
الحظر كان ضربة قاسية للشركات الصغيرة التي تعتمد على “تيك توك” للترويج لمنتجاتها. مثال على ذلك، شركة Cocoa Asante للشوكولاتة في ولاية تينيسي، التي تعتمد على التطبيق لتحقيق مبيعات شهرية تقدر بـ25 ألف دولار. صرحت مالكة الشركة إ بأن الحظر قد يدفعها إلى تسريح أربعة إلى خمسة موظفين بدوام جزئي، ما يعكس مدى تأثير هذا القرار على الشركات الصغيرة.
مع حجب “تيك توك”، تضررت منصة تواصل اجتماعي ضخمة كانت تشكل قاعدة أساسية للمبدعين ووكلاء المواهب ومحرري الفيديو وغيرهم ممن يدعمون عمل الشركات الصغيرة والمبدعين. وقد لجأ العديد من المستخدمين إلى منصات بديلة مثل “إكس” (تويتر سابقاً) و”إنستغرام”، ما أدى إلى ارتفاع أسهم شركات مثل “ميتا” المالكة لـ”إنستغرام” و”سناب شات”، حيث راهن المستثمرون على تدفق المستخدمين وإيرادات الإعلانات إلى هذه المنصات.
الموقف السياسي وتأجيل الحظر
بموجب قانون أقره الكونغرس وأيدته المحكمة العليا، كان أمام “تيك توك” مهلة حتى يوم الأحد الماضي لإنهاء علاقاتها مع الشركة الأم الصينية “بايتدانس”. ومع ذلك، صرح الرئيس المنتخب دونالد ترامب بأنه قد يمنح التطبيق مهلة إضافية تصل إلى 90 يوماً لحل القضية، مشيراً إلى إمكانية العمل مع الشركة لإيجاد حل يعيد التطبيق إلى الولايات المتحدة.
على الجانب الآخر، انتقدت السفارة الصينية في واشنطن القرار، متهمة الولايات المتحدة باستخدام سلطة الدولة بشكل غير عادل لقمع “تيك توك”. وأكدت الصين أنها ستتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها.
الشركة الأم لـ”تيك توك”، “بايتدانس”، تواجه تحديات كبيرة مع تقديرات حديثة لقيمتها تصل إلى 300 مليار دولار. يُذكر أن “تيك توك” هو السوق الأكثر ربحية للشركة، وكان لديها حوالي 7000 موظف في الولايات المتحدة اعتباراً من عام 2023. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المعلنين الذين كانوا يعتمدون على التطبيق قد بدأوا في إعادة توجيه إنفاقهم الإعلاني إلى منصات أخرى.
مقالات ذات صلة: “تيك توك غير متاح حاليًا” في أميركا: هل عدو الصين الأول ترمب هو المُنقِذ؟
