إخلاء غزة من سكانها: خطّة ترمب المستوحاة من أحلام سموتريتش وبن غفير

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطة مثيرة للجدل تهدف إلى “تطهير” (clean out) غزة من سكانها، عبر نقلهم إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، في محاولة لإحلال ما وصفه بـ”السلام” في الشرق الأوسط. وهو ما لاقى دعماً من وزراء اليمين الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

1024px Merkava Mk IV in Gazan street during Operation Swords of Iron
مشهد من قطاع غزة خلال الحرب- المصدر: ويكيميديا

تفاصيل الخطة وأهدافها

في تصريح أدلى به ترمب على متن طائرة “إير فورس وان”، وصف غزة بأنها “مكان مدمر” يحتاج إلى حل جذري، مشيراً إلى أنه ناقش الأمر مع ملك الأردن عبد الله الثاني، ويعتزم طرحه أيضاً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأوضح ترمب أن الهدف هو نقل نحو 1.5 مليون فلسطيني من غزة إلى مصر أو الأردن، سواء بشكل “مؤقت” أو دائم.

وأكد الرئيس الأميركي أن سكان غزة يعيشون في أوضاع مروعة، وأن المنطقة باتت مدمرة بالكامل نتيجة النزاعات المستمرة. وقال: “يجب أن يحدث أمر ما لإنهاء هذا الوضع”، مشيراً إلى إمكانية بناء مساكن لهم في مناطق أخرى يعيشون فيها بسلام.

بالتوازي مع إعلان خطته، أكد ترمب أنه أصدر تعليمات لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بالإفراج عن شحنة قنابل تزن ألفي رطل لصالح إسرائيل، كان قد جمدها الرئيس السابق جو بايدن. واعتبر ترمب أن هذه الخطوة تأتي في إطار الدعم الثابت لإسرائيل، الذي تعهدت إدارته بتقديمه.

دعم من وزراء اليمين الإسرائيلي المتطرف

لاقى إعلان ترمب إشادة كبيرة من وزراء اليمين الإسرائيلي المتطرف. وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير عبّر عن تأييده المطلق للخطة، قائلاً: “أهنئ الرئيس ترمب على مبادرته بنقل سكان غزة للأردن ومصر”، وأضاف أن فكرة “الهجرة الطوعية” كانت جزءاً من مطالبه الدائمة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

من جانبه، وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الخطة بأنها “فكرة عظيمة”، معتبراً أنها تمنح الفلسطينيين فرصة لبدء حياة جديدة في دول مجاورة. وأكد سموتريتش أنه سيعمل مع نتنياهو لضمان تنفيذ هذه الفكرة على أرض الواقع.

ويبدو أنّ ترمب لم يتعلّم من فشل “حلّه” للقضية الفلسطينية في فترة رئاسته الأولى، عندما طرح “صفقة القرن”، التي قوبلت برفضٍ من الفلسطينيين أنفسهم أولًا، ثمّ من أنظمة موالية له في المنطقة مثل الأردن، حيث يؤثّر نقل أيّ سكانٍ فلسطينيين إليها على التوازنات الديموغرافية الحسّاسة هناك، وهو ما يعتبره النظام الأردنيّ خطًا أحمر يهدّد العرش الملكيّ. كما أنّ مصر أكّدت مرارًا أن خطّة التوطين في سيناء، هي خطة مرفوضة تؤثّر على أمنها القوميّ. فهل يرغب ترمب، “التاجر الشاطر”، أن يعيد نفس الصفقة الخاسرة مرّتين؟

مقالات ذات صلة: “عنقاء غزة”… مبادرة فلسطينية للإعمار تطلقها بلديات القطاع

مقالات مختارة

Skip to content