بعد فترة طويلة من التوتر السياسي بين إسرائيل وفرنسا، أعلنت فرنسا عن تغيير جذري في موقفها تجاه الشركات الدفاعية الإسرائيلية. حيث أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسماح للشركات الإسرائيلية بالمشاركة في معرض الأسلحة الجوي الدولي الشهير “لو بورجيه”، والذي يُعد واحدًا من أبرز معارض الأسلحة في العالم، والمقرر تنظيمه الصيف المقبل.

التوتر بين فرنسا وإسرائيل بلغ ذروته خلال الأشهر الماضية، إذ فرضت الحكومة الفرنسية قيودًا صارمة على مشاركة الشركات الإسرائيلية في المعارض الدفاعية الكبرى مثل معرض “يوروساتوري” للأسلحة البرية ومعرض “يورونافال” للأسلحة البحرية، للضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان.
ونتيجة لهذه القيود، رفع اتحاد أرباب الصناعة دعوى قضائية ضد الحكومة الفرنسية، حيث قضت المحكمة الاقتصادية بعدم وجود أي موانع قانونية تحول دون مشاركة الشركات الإسرائيلية في هذه المعارض، وهو القرار الذي كانت تنوي الحكومة الفرنسية الاستئناف ضده، لكنّها، كما يبدو، عدلت عن قرارها، دون أن تتأكد حتّى من تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الهشّ في غزّة، أو انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في الموعد المخطط له.
مع توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وتحسن الأوضاع الأمنية، يبدو أن العلاقات بين باريس وتل أبيب بدأت في التحسن. في اتصال هاتفي جمع ماكرون ونتنياهو، أكد الرئيس الفرنسي أن الشركات الإسرائيلية ستُمنح فرصة للمشاركة في معرض “لو بورجيه”. هذا القرار يأتي بعد مفاوضات مطولة بين الشركات الإسرائيلية وإدارة المعرض حول تخصيص مساحات العرض.
يُعد المعرض منصة دولية هامة لشركات الأسلحة، حيث يعرض أحدث الابتكارات في مجالات الدفاع والطيران والتكنولوجيا العسكرية.، ويؤدي غياب إحدى الشركات عنه إلى خسارة فرص تسويقية بالغة الأهمية، قد تؤثّر بشكلٍ بالغ على وجودها في السوق العالمي للأسلحة.