شهدت الأسواق العالمية يومًا عصيبًا أمس بعد أن تسببت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة “ديب سيك” (deepseek) في موجة من التراجع الحاد في أسهم قطاع التكنولوجيا، فتلاشى 108 مليار دولار من مجموع الثروات لأغنى 500 شخص في العالم، وفقًا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات.
ضربة قاسية لجنسن هوانغ وقطاع التكنولوجيا
كان الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” التايوانيّ جنسن هوانغ الخاسر الأكبر في هذه الهزة مقارنة بنسبة ما خسره، حيث تراجعت ثروته بنسبة 20% في يوم واحد، بعد أن انخفضت أسهم الشركة بنسبة 17%، مسجلة أكبر خسارة يومية في القيمة السوقية في تاريخ وول ستريت. في المجمل، “حرق” التطبيق الصيني الجديد 20.1 مليار دولار من ثروة هوانغ، فانخفضت ثروته إلى 101 مليار دولار، ليحتل المركز الخامس عشر بين أثرياء العالم.
لم يكن هوانغ الخاسر الوحيد، فقد تكبد مؤسس “أوراكل” لاري إليسون خسارة قدرها 22.6 مليار دولار، حيث انخفضت أسهم الشركة بنسبة 13.8%. وعلى الرغم من هذا التراجع، لا يزال إليسون يحتفظ بثروة ضخمة تبلغ 186 مليار دولار، ما يجعله خامس أغنى شخص في العالم.
أما الملياردير مايكل ديل، مؤسس شركة “ديل” لتكنولوجيا الحواسيب، فقد انخفضت ثروته بمقدار 13 مليار دولار،فتراجعت ثروته إلى 114 مليار دولار. كما شهد مؤسس منصة العملات الرقمية “بينانس” تشاو تشانغبينغ خسارة بقيمة 12.1 مليار دولار، ليصل إجمالي ثروته إلى 58.3 مليار دولار.
السبب: تطبيق صيني جديد
في المجمل، فقد رواد قطاع التكنولوجيا وحدهم 94 مليار دولار، وهو ما يمثل 85% من إجمالي الخسائر المسجلة في مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات. حتى الرجل الأغنى في العالم، إيلون ماسك، لم يسلم من هذه العاصفة، إذ فقد 6.7 مليار دولار من ثروته، إلا أنه لا يزال يتصدر القائمة بثروة هائلة قدرها 428 مليار دولار، متفوقًا بفارق كبير عن أقرب منافسيه.
كان السبب وراء هذه الخسائر المدوية هو إعلان “ديب سيك” عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد تم تطويره بميزانية متواضعة لا تتجاوز 5.6 مليون دولار وفي غضون بضعة أشهر، وتصدر التطبيق قائمة التنزيلات على متاجر الهواتف. هذا التطور المفاجئ زعزع الافتراضات السائدة في الغرب بأن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة يحتاج إلى استثمارات رأسمالية ضخمة، ما أدى إلى عمليات بيع واسعة النطاق في أسهم الشركات الكبرى المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
رغم الخسائر الكبيرة، كان هناك من نجح في الاستفادة من تقلبات السوق. فقد ارتفعت ثروة مؤسس “ميتا” مارك زوكربيرغ بمقدار 4.3 مليار دولار، مستفيدًا من تعافي سهم الشركة. كما سجل مؤسس “أمازون” جيف بيزوس زيادة في ثروته بلغت 632 مليون دولار.
مقالات ذات صلة: ذكاء اصطناعي صيني لم يُستَثمر فيه أكثر من 6 مليون دولار يهدد بخسائر عالمية قيمتها 1.2 تريليون دولار!