الحرب العالمية التجارية بدأت: كندا والمكسيك تردان على جمارك ترمب… وهذه أبرز السلع المتأثرة

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
President Donald Trump and Prime Minister Justin Trudeau Joint Press Conference February 13 2017
ترمب أثناء لقائه بترودو عام 2017- المصدر: ويكيميديا

ذخيرة الحرب التجارية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فرض زيادة في الرسوم الجمركية على واردات كندا والمكسيك والصين، بنسبة 25% على البضائع القادمة من كندا والمكسيك، في حين ستكون الرسوم على السلع الصينية 10% فقط. جاء هذا الإعلان بعد ساعات من تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفات، ليشكل صدمة للملايين من الأميركيين الذين كانوا يأملون أن بنخفض التضخم كما وعد ترمب في حملته الانتخابية.

أظهرت بيانات وزارة التجارة الأميركية في 31 يناير 2025 أن أسعار المنتجات الاستهلاكية في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 2.6% في ديسمبر 2024 مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، ما يزيد عن التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة لا تتعدى 2%، وهو ما سيتصاعد الآن نتيجة للجمارك الجديدة. 

أشار كبير خبراء الاقتصاد في شركة “إي واي”، غريغوري داكو، إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 1.5% في عام 2025، وبنسبة 2.1% في عام 2026 مقارنة بالتوقعات الأولية.

أدت رسوم ترمب إلى ردود فعل قوية من كندا والمكسيك، فقد أعلنت المكسيك عن نيتها فرض رسوم انتقامية على واردات أميركية، في حين شدد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو على أن بلاده ستفرض رسومًا بالمثل، بنسبة 25% على واردات أميركية بقيمة 155 مليار دولار، بما في ذلك المنتجات الغذائية والكحول. وكان ترودو قد أشار إلى أن هذه الرسوم ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين الأميركيين، في خطوة تعكس التوترات التي نشأت بين البلدين بعد القرار الأميركي.

أما بالنسبة للصين، فقد أكدت أنها ستتقدم بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الأميركية، مؤكدة أن هذا الإجراء يعد انتهاكًا لقواعد التجارة الدولية. ورغم أن الرد الصيني لم يكن حادًا كما كان في الحرب التجارية السابقة مع ترمب، إلا أن بكين لم تستبعد اتخاذ “إجراءات مضادة” قريبًا.

تتوقع المكسيك أن تؤدي زيادة الرسوم إلى انخفاض في ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 3.6%، حيث أن 85% من صادرات المكسيك تذهب إلى الولايات المتحدة. هذا يشير إلى أن الاقتصاد المكسيكي قد يتعرض لضربة قوية نتيجة لهذه الإجراءات، ما يعزز من القلق بشأن ركود اقتصادي محتمل في المكسيك.

1620px Signing Ceremony Phase One Trade Deal Between the U.S. China 49391434906
توقيع اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين في البيت الأبيض عام 2020- المصدر: ويكيميديا

أبرز السلع المتأثرة 

من أبرز السلع التي ستتأثر بزيادة الرسوم الجمركية هي السلع الغذائية الزراعية، وخاصة الأفوكادو الذي يُعد من السلع المميزة التي يتم استيرادها بكميات كبيرة من المكسيك. إذ تشير البيانات إلى أن أكثر من 80% من واردات الولايات المتحدة من الأفوكادو تأتي من المكسيك، ما يعني أن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على هذه المنتجات سيؤدي إلى زيادة الأسعار بشكل ملحوظ.

إضافة إلى الأفوكادو، المكسيك هي المصدر الرئيسي للعديد من المنتجات الزراعية الأخرى، بما في ذلك الفواكه والخضروات. ففي عام 2023، استوردت الولايات المتحدة من المكسيك فواكه وخضروات بقيمة تجاوزت 20 مليار دولار، ما يعكس حجم التأثير الكبير على أسعار السلع الغذائية في الولايات المتحدة. 

ومن المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية على واردات الصين (بنسبة 10%) إلى زيادة في أسعار الأجهزة والمكونات الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، المتوقع ارتفاع أسعارها من 50 إلى 100 دولار، إضافة إلى سلعٍ أخرى بارزة سترتفع أسعارها، مثل الملابس رخيصة الثمن، التي تصدّرها الصين بواسطة شركاتها العملاقة مثل تيمو وشي إن.

من أكثر القطاعات المتأثرة بزيادة الرسوم الجمركية هو قطاع السيارات. حيث أن الولايات المتحدة تستورد سيارات من المكسيك وكندا والصين بكميات ضخمة، وبالتالي فرض الرسوم على هذه الدول سيؤدي إلى زيادة في أسعار السيارات الجديدة.

وفقًا لتقديرات الخبراء، قد تزيد تكلفة السيارات والمركبات الثقيلة المصدرة إلى الولايات المتحدة بما يصل إلى 10,000 دولار أميركي لكل مركبة، خاصة تلك المستوردة من المكسيك وكندا.

وإصافة إلى السيارات ذاتها، تستورد الولايات المتحدة من المكسيك وكندا، محركات السيارات، وقطع غيارها، بما يُقدّر بعشرات المليارات من الدولارات سنويًا. وسيتحمل المستهلكون الأميركيون جزءًا كبيرًا من هذه الزيادة في الأسعار، سواء عند شراء سيارات جديدة أو في تكلفة صيانة المركبات، وهو ما سيؤدي إلى عبء مالي إضافي على العائلات الأميركية.

مقالات ذات صلة: أوروبا في مرمى عواصف ترمب

مقالات مختارة