القهوة تعدّل مزاجك لكنّ أسعارها متقلّبة المزاج: لماذا تستمرّ بالارتفاع؟

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
coffee
خلال العامين الأخيرين ارتفعت أسعار القهوة بنسبة 102% في العالم وبنسبة 5% في البلاد

تصدرت أسعار القهوة خلال الأسابيع الأخيرة حديث الشارع العربي وذلك بسبب الارتفاع الكبير الذي طرأ عليها. ويدور الحديث عن ارتفاع لافت في أسعار القهوة، التي لا يخلو منها أي بيت في المجتمع العربي، حيث توقع محللون اقتصاديون استمرار موجة ارتفاع أسعار القهوة أيضا خلال العام الحالي الجديد.

وفي معطيات منبثقة عن وحدة الأبحاث التابعة لقسم الاقتصاد في اتحاد أرباب الصناعة، يستدل منها انه على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت أسعار القهوة خلال العامين الأخيرين (2023 – 2024) بنسبة وصلت الى 102%. أما في البلاد، فأشارت معطيات قسم الأبحاث ان أسعار القهوة قد ارتفعت خلال العامين الأخيرين بنسبة 5% فقط، حيث ان جزء كبير من هذا الارتفاع قد طرأ مع بداية شهر أيلول سبتمبر من العام الماضي 2024.

وأشار قسم الأبحاث ان ارتفاع أسعار القهوة في البلاد يعتبر بطبيعة الحال نتيجة مباشرة لارتفاعها في الأسواق العالمية خاصة ان الحديث يدور عن منتوج مستورد من الخارج ويتأثر بعدة متغيرات عالمية تؤثر على أسعاره بما في ذلك آليات التزويد والشحن وما الى ذلك.

وتضيف معطيات قسم الأبحاث ان أسعار القهوة شهدت ارتفاعا عالمياً حاداً غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة. ويعود السبب الرئيسي لهذا الارتفاع إلى تضرر محاصيل القهوة في البرازيل وفيتنام، وهما الدولتين الأكبر انتاجا للقهوة على مستوى العالم، حيث تعرضت المحاصيل لأضرار بالغة بسبب الظروف الجوية السيئة (خاصة شح الامطار والفيضانات) التي شهدتها المنطقتين في السنة الاخيرة، ما أدى إلى نقص في كميات القهوة المتاحة، بالتزامن مع ارتفاع الطلب الاستهلاكي على القهوة.  وأضاف قسم الأبحاث ان أزمة كهذه المتمثلة بارتفاع أسعار القهوة بنسب عالية لم يشهدها العالم منذ 1977 حيث كانت محاصيل القهوة قد تضررت نتيجة تأثرها بعواصف ثلجية شهدتها البرازيل أدت الى تلفها.

وتعتبر القهوة من المنتوجات الأكثر استهلاكا عالميا وأيضا محلياً، حيث تطرق مدير صناعات الأغذية في اتحاد ارباب الصناعة أفيف حاصباني الى المعطيات المتعلقة بسوق القهوة في إسرائيل مشيرا الى انه ينقسم إلى أربع قطاعات رئيسية وهي القهوة المطحونة الطازجة التي يتم تحضيرها عن طريق الغليان، اذ يبلغ حجم هذا القطاع حوالي 400 مليون شيكل سنويًا. اما القطاع الثاني فهو قطاع القهوة المذابة او “الفورية” اي التي يتم تجفيفها وتعبئتها على شكل مسحوق أو حبيبات، وتذوب عند إضافة الماء الساخن اليها. حيث يبلغ حجم هذا القطاع حوالي 150 مليون شيكل سنويًا.

اما النوع الثالث فهو القهوة المجففة التي يتم تجفيفها بسرعة في درجات حرارة منخفضة للحفاظ على نكهتها وطعمها، التي يبلغ حجم هذا القطاع فيها حوالي 400 مليون شيكل سنويًا. والقطاع الرابع في سوق القهوة وهو الاسبريسو أي ما يعرف باسم كبسولات القهوة او آلات الطحن، اذ يبلغ حجم هذا القطاع حوالي 600 مليون شيكل إسرائيلي سنويًا. مع العلم ان قطاع المطاعم والمقاهي يعتبر قطاع منفصل عن سائر القطاعات المذكورة فيما يخص فرع القهوة.

وأضاف حاصباني في هذا السياق أيضا ان تقسيم سوق القهوة في البلاد يتلاءم وفقًا للرؤيا التي وضعتها سلطة المنافسة، باعتبار أن هذا السوق يتكون من 4 قطاعات مختلفة ومنفصلة “في نظر المستهلكين”، مع الاشارة الى ان القطاع الأكثر نموا فيه هو، بالطبع، فئة كبسولات القهوة.

وأشار حاصباني أيضا ان سوق القهوة في إسرائيل ينمو بمعدل 3-5% سنويًا (ناهيك عن النمو الطبيعي في عدد السكان)، مع وجود تغييرات في عادات الاستهلاك لهذا المنتج (الانتقال من القهوة فورية الاعداد إلى الكابتشينو والإسبريسو الذي يعتمد على الكبسولات و/أو الحبوب المحمصة التي تعتمد على الآلات المنزلية).

مقالات ذات صلة: مرارة الغلاء تمتمد إلى حلاوة الشوكولاتة… ارتفاع أسعار منتجات “كيندر” و”نوتيلا” و”فيريرو روشيه”

مقالات مختارة

Skip to content