رغم التوقعات المفرطة في التفاؤل حول العملات الرقمية مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، والتنبؤ بأنّ عام 2025 سيكون عامها، واجهت العملات الرقمية، وعلى رأسها العملة الأشهر والأعلى قيمة في العالم بيتكوين، ضغوطًا قوية في الأيام الأخيرة، حيث تراجعت قيمتها بشكل ملحوظ وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
بحلول يوم الثلاثاء، انخفض سعر بيتكوين بنسبة 3.6% ليصل إلى 98,199 دولارًا، وهو أقل بكثير من أعلى مستوى لها، الذي بلغ حوالي 98,517 دولارًا، أي أقل بنسبة 10% من أعلى مستوى قياسي سجلته العملة المشفرة. هذا التراجع لم يكن محصورًا في بيتكوين فقط، بل شمل أيضًا عملات مشفرة رئيسية أخرى مثل إيثريوم وسولانا، التي فقدت بعض مكاسبها نتيجة لموجة البيع التي اجتاحت الأسواق الرقمية.
السبب الرئيس لهذا التراجع يعود إلى التصعيد الجديد في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين. فبعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 10% على جميع السلع القادمة من الصين، ردت الأخيرة برسوم جمركية جديدة على بعض الواردات الأميركية، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي المسال. كما أعلنت الصين عن بدء تحقيق لمكافحة الاحتكار ضد شركة “جوجل” الأميركية، ما زاد من تصاعد التوترات.
أسواق الأصول الرقمية شهدت تراجعًا كبيرًا إثر هذا التصعيد، ما أثر بشكل خاص على العملات المشفرة التي تعتبر أصولًا عالية المخاطر. وفقًا للبيانات، طغت حالة من الذعر على المستثمرون الأميركيون الذين قاموا، يوم الاثنين، بسحب حوالي 235 مليون دولار من 12 صندوق استثمارٍ تُركّز على بيتكوين، وهو ما يمكن ترجمته إلى قلقٍ متزايدٍ من المخاطر الجيوسياسية.
كما تراجعت العقود المستقبلية للبيتكوين في بورصة المشتقات التابعة لمجموعة “سي إم إي” بنسبة 4%، ما يشير إلى مزيد من الحذر بين المستثمرين المؤسسيين الذين كانوا في السابق داعمين قويين للعملات المشفرة.
على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أبدى دعمه لقطاع العملات المشفرة، ما ساعد في دعم نمو هذا القطاع بعد فوزه في الانتخابات، إلا أن قراراتها ذاتها الآن تنصب العقبات أمام العملات المشفرة، وهو ما من شأنه، إذا استمرّت الحرب التجارية، أن يعكس المسار التصاعدي للعملات الرقمية.
مقالات ذات صلة: الحرب العالمية التجارية بدأت… كندا والمكسيك تردان على جمارك ترمب