في بداية عام 2025، شهدت البلاد زيادة ملحوظة بلغت حوالي 46.4 مليار شيكل في استخدام بطاقات الائتمان، حيث ارتفع إجمالي المبالغ المدفوعة باستخدامها بنسبة 11% مقارنة بشهر يناير من العام الماضي، وفقًا للبيانات التي نشرتها شركة “شبا” المسؤولة عن إدارة أنظمة الدفع ببطاقات الائتمان في البلاد.
زيادة في الاستهلاك رغم الضغوط الاقتصادية
الزيادة الكبيرة في استخدام بطاقات الائتمان تأتي بعد مجموعة من الإجراءات الاقتصادية التي تم تنفيذها بداية من يناير 2025، بما في ذلك رفع ضريبة القيمة المضافة إلى 18% وزيادة رسوم التأمين الوطني، فضلاً عن ارتفاع أسعار العديد من المنتجات خصوصًا الغذائية. ومع هذه الضغوط الاقتصادية، توقع الكثيرون تراجعًا في الاستهلاك، إلا أن البيانات تشير إلى استمرارية الإنفاق، ما يثير العديد من الأسئلة حول كيفية تأثير التغييرات الاقتصادية على سلوك المستهلكين.
ومع أن الزيادة في يناير قد تكون بسبب ارتفاع الأسعار، إلا أن هناك مؤشرات تفيد أنّ ارتفاع الأسعار لم ينعكس بشكل سلبي على سلوك المستهلكين في البلاد في الوقت الراهن. وهذا يشير إلى أن سوق الاستهلاك قد يستمر في التوسع لفترة، رغم الزيادات الملحوظة في الأسعار.
مقارنة بالقطاعات المختلفة: الزيادة تتركز في بعض المجالات
عند النظر إلى البيانات حسب القطاع، تظهر صورة غير موحدة. ففي قطاع المواد الغذائية، الذي كانت هناك توقعات بأن يعاني من تراجع كبير في الاستهلاك، يبدو أن الوضع مختلف تمامًا. حيث سجلت الشبكات الغذائية ارتفاعًا في إيرادات بطاقات الائتمان بنسبة 8.5% مقارنة بشهر يناير 2024. أما في قطاعات أخرى مثل الملابس والأحذية، فقد كانت الزيادة أقل، حيث بلغت 2.5% فقط، ربما بسبب قيام المستهلكين بتقديم مشترياتهم مسبقًا في ديسمبر لتجنب الزيادة في ضريبة القيمة المضافة.
من جهة أخرى، شهد قطاع الإلكترونيات والكهربائيات زيادة طفيفة بنسبة 2.3%، وهو ما قد يعكس تأثير رفع أسعار السلع التي حدثت في بداية العام. ولكن، من الممكن أن يكون السبب في هذا الرقم هو التحضير المبكر لشراء هذه السلع في ديسمبر لتفادي الزيادة في الضريبة.
التعافي في قطاعات السياحة والطيران
من الملاحظ أن بعض القطاعات التي تضررت بشكل كبير من الحرب قد بدأت في العودة إلى الانتعاش. حيث شهد قطاع الفنادق زيادة كبيرة في الإيرادات بنسبة 87% مقارنة بشهر يناير من العام الماضي، الذي تأثرت فيه الأسواق بشدة نتيجة تأثيرات الحرب. وفي قطاع الترفيه، سجلت الإيرادات زيادة بنسبة 40%.
أما قطاع الطيران، فقد شهد أيضًا زيادة في الإيرادات بنسبة 42.6%، ولكن هذا الرقم يعكس تباطؤًا نسبيًا مقارنة بالأشهر السابقة حيث كان النمو في هذا القطاع يصل إلى 80% أو أكثر. ويعود هذا التباطؤ جزئيًا إلى عودة شركات الطيران الأجنبية إلى العمل في البلاد بعد فترة من الركود نتيجة توقف عملياتها بسبب الحرب.
مقالات ذات صلة: ارتفاع قياسي في حجم الإنفاق عام 2024 باستخدام بطاقات الائتمان