سيارات دونغفنغ الصينية ستصل البلاد قريبًا… والشركات الأوروبية غاضبة من عرض سياراتها بجانب السيارات الصينية!

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
1024px Voyah Free facelift 001
Voyah Free- أحد موديلات سيارات دونغفنغ الصينية- المصدر: ويكيميديا

يشهد سوق السيارات في البلاد تحولًا لافتًا مع دخول السيارات الصينية إلى صالات العرض التابعة لوكلاء السيارات الكبار الذين لطالما احتكروا سوق السيارات المصنوعة في الغرب. مؤخرًا، أعلنت شركة ديليك موتورز، المستوردة لعلامات مازدا وفورد وبي إم دبليو، عن حصولها على حقوق استيراد وبيع سيارات دونغفنغ الصينية، ما يعني أن هذه العلامة التجارية الجديدة ستكون متاحة للبيع في جميع معارض دلك موتورز في أنحاء البلاد.

وجود السيارات الصينية داخل نفس صالات العرض التي تستعرض فيها العلامات التجارية اليابانية والكورية والأوروبية يشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة للمصنعين التقليديين. فحسب موقع كالكاليست الاقتصادي، أبدت بعض شركات السيارات الغربية استياءها الشديد من هذه الخطوة، إذ يراها البعض بمثابة تهديد مباشر لمكانتها في السوق.

أحد وكلاء السيارات في إسرائيل تلقى اتصالًا من ممثلي شركة أوروبية بارزة، أعلنوا فيه عن زيارة قريبة إلى المعرض. في محاولة لـ”ضبضبة” الوضع، طلب الوكيل من موظفيه إزالة السيارات الصينية والتعديلات التي تمت في المعرض قبل وصول الوفد، في محاولة لتجنب رد فعل سلبي من الشركة الأم.

في أوروبا، تخوض العلامات التجارية الغربية حربًا شرسة ضد السيارات الصينية التي تعتبر تهديدًا مباشرًا لصناعتها، بينما في إسرائيل، تدخل الشركات الصينية عبر الأبواب الخلفية إلى السوق عبر شراكات مع وكلاء السيارات المحليين. الوضع الجديد يجعل المنافسة أكثر تعقيدًا، إذ يجد وكلاء السيارات أنفسهم مضطرين إلى بيع سيارات صينية وأوروبية تحت سقف واحد، وهو ما قد يؤدي إلى توتر العلاقة بين المستوردين والمصنعين العالميين.

إدخال السيارات الصينية إلى صالات العرض الحالية يعتبر خيارًا عمليًا، نظرًا للتكاليف الباهظة لافتتاح صالات عرض جديدة، لا سيما في مواقع رئيسية مثل هرتسليا بيتوح وتل أبيب. بعض وكلاء السيارات الصينيين الذين أنشأوا معارض مستقلة في مناطق راقية لم يتمكنوا من تحقيق أرباح كافية تعوض عن التكاليف الضخمة، ما يجعل استغلال المعارض الحالية خيارًا منطقيًا. رغم ذلك، بعض وكلاء السيارات حذروا من أن الشركات الغربية لن تبقى صامتة إزاء هذا التطور، مشيرين إلى أن تداعياته قد تكون بعيدة المدى على مستقبل العلاقات بين المستوردين والمصنعين.

السبب الرئيسي الذي يدفع وكلاء السيارات إلى التعاون مع الشركات الصينية هو التغيرات السريعة في سوق السيارات الكهربائية. وفقًا لموفع كالكاليست، شكلت السيارات الكهربائية 25% من إجمالي مبيعات السيارات في البلاد عام 2024، وكانت الصين المصدر الأول لها، حيث استوردت إسرائيل 63 ألف سيارة صينية خلال العام نفسه. وكلاء السيارات الذين لم يتح لهم إدخال السيارات الصينية إلى معارضهم أصبحوا في موقف ضعيف. لهذا السبب، أصبحت الصالات المشتركة بين السيارات الصينية والغربية وسيلة للبقاء في السوق بدلًا من خيار استراتيجي مدروس.

1024px Voyah Courage 003
Voyah Courage- أحد موديلات سيارات دونغفنغ الصينية- المصدر: ويكيميديا

رغم ذلك، هناك اختلافات واضحة في الطريقة التي تتعامل بها بعض الشركات مع هذا الواقع الجديد. بعض المستوردين، مثل كلموبيل وتلكار، الذين يستوردون علامات تجارية مثل مرسيدس وهيونداي وتويوتا، يحرصون على الفصل التام بين العلامات التجارية الصينية وغيرها، بحيث يتم عرض كل منها في صالة عرض منفصلة، بينما شركات مثل دلك موتورز تتبع نهجًا مختلفًا، حيث يتم عرض العلامات التجارية جنبًا إلى جنب.

الوضع الحالي في صالات العرض يعكس أيضًا تحولًا في استراتيجيات التسويق في قطاع السيارات الإسرائيلي. في الماضي، كانت العلامات التجارية تحرص على فصل عروضها وفق معايير محددة للحفاظ على صورتها الحصرية، لكن اليوم، يبدو أن السوق يتحرك أكثر نحو “نموذج السوبرماركت”، حيث يمكن للمستهلك الاختيار بين العديد من العلامات التجارية في مكان واحد. في بعض الأسواق العالمية، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، هذا النموذج متبع بالفعل، حيث تحتفظ صالات العرض بمخزون كبير من السيارات من مختلف المصنعين، لكن في إسرائيل، لا يزال هذا المفهوم جديدًا إلى حد كبير، ويقتصر بشكل رئيسي على صالات العرض التابعة لوكلاء الاستيراد الموازي.

التغير في سوق السيارات المحلي لا يقتصر فقط على مسألة مشاركة صالات العرض، بل يمتد أيضًا إلى الأسعار والمنافسة بين العلامات التجارية. حاليًا، يتم تحديد أسعار السيارات وفق “نظام المجموعات السعرية”، ما يعني أن سيارة دفع رباعي كورية بمحرك بنزين بسعر 180 ألف شيكل ستجدها في صالة العرض  وبجانبها سيارة دفع رباعي كهربائية صينية بنفس السعر.

مقالات ذات صلة: 19 ألف شيكل “فقط” يربحون في السيارة الواحدة: أكبر ثلاثة مستوردين للسيارات في إسرائيل يشكون انخفاض الأرباح

مقالات مختارة

Skip to content