أزمة السكن في المجتمع العربي: تراجع غير مسبوق في الصفقات العقارية عام 2024 وسط هجرة الشباب إلى المدن المختلطة

على عكس هذا التراجع، شهدت المناطق اليهودية انتعاشًا ملحوظًا في صفقات بيع العقارات الجديدة والمستعملة خلال العام نفسه، ما يعكس فجوة واضحة بين السوقين. أصبح الكثير من الشباب يفضلون الانتقال إلى مدن مختلطة، بحثًا عن جودة حياة أفضل، بالإضافة إلى الهروب من تفشي الجريمة.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

وفقًا لموقع مدلان، الموقع المختص بتقديم بيانات حول العقارات في البلاد، يشهد المجتمع العربي تراجعًا حادًا في الصفقات العقارية، حيث سُجّلت 255 صفقة فقط خلال عام 2024، مقارنة بـ329 صفقة في عام 2023، ما يعكس انخفاضًا بنسبة 22.5%. هذه الأرقام تأتي بعد عام صعب شهد جمودًا في السوق، ليكون عام 2024 عامًا أكثر تدهورًا حتى عند مقارنته بالعام الذي سبقه، الذي انتهى بدخول البلاد في حالة حرب.

على عكس هذا التراجع، شهدت المناطق اليهودية انتعاشًا ملحوظًا في صفقات بيع العقارات الجديدة والمستعملة خلال العام نفسه، ما يعكس فجوة واضحة بين السوقين. ذروة النشاط العقاري في المناطق العربية كانت في عام 2021، حيث سُجّل أكبر عدد من الصفقات العقارية، تمامًا كما حدث في بقية أنحاء البلاد، لكن الانخفاض الحاد في السنوات الأخيرة يعكس تغييرات اجتماعية واقتصادية كبيرة.

PikiWiki Israel 49118 sakhnin
مدينة سخنين- المصدر: ويكيميديا

أزمة في السوق العقارية في المدن العربية

مدينة الناصرة، التي لطالما كانت المدينة الرائدة في الصفقات العقارية داخل المجتمع العربي، شهدت انخفاضًا بنسبة 12% في عدد الصفقات خلال عام 2024، حيث تم تسجيل 210 صفقات فقط، مقارنة بـ337 صفقة في عام 2021، ما يمثل تراجعًا حادًا بنسبة 37% خلال ثلاث سنوات.

في قرية كفر مندا، كان التراجع أكثر حدة، حيث انخفض عدد الصفقات من 45 صفقة في عام 2023 إلى 18 صفقة فقط في عام 2024، أي بانخفاض نسبته 60%، مما يعكس حالة ركود غير مسبوقة في الطلب على العقارات هناك.

الأزمة أكثر وضوحًا في بعض المدن والبلدات التي لم تشهد أي صفقات عقارية خلال سنوات، رغم أن بعضها يضم أكثر من 20 ألف نسمة. من بينها مدينة الطيبة، التي يبلغ عدد سكانها 45.3 ألف نسمة، وسخنين، التي يسكنها 33 ألف شخص.

يعود ذلك إلى عدة عوامل، منها عدم توفر عدد كافٍ من الشقق المعروضة للبيع، إضافة إلى أنّ العديد من المساكن في البلدات العربية تُبنى على أراضٍ خاصة ويتم إبقاء هذه العقارات ضمن نطاق العائلة دون بيعها لأفراد خارج العائلة. كذلك، من المحتمل أن يتم بيع بعض الأراضي والمنازل دون تسجيل رسمي، بهدف التهرب من الضرائب.

أسباب أخرى للتراجع والهجرة نحو المدن المختلطة

أيضًا، هناك أسبابٌ أخرى قد تفسّر هذا التراجع، منها ارتفاع نسبة البطالة في المجتمع العربي، ما يجعل شراء العقارات أمرًا أكثر صعوبة للعديد من العائلات الشابة. السبب الثاني هو تراجع الطلب على الشراء داخل المناطق العربية، حيث أصبح الكثير من الشباب يفضلون الانتقال إلى مدن مختلطة، بحثًا عن جودة حياة أفضل، بالإضافة إلى الهروب من تفشي الجريمة.

1906px Karmiel Israel 2008
مدينة كرمئيل- المصدر: ويكيميديا

يظهر هذا التوجه بوضوح في المدن المختلطة مثل كرميئيل، معالوت، نهاريا، حيفا وحتى تل أبيب، حيث يختار الشباب العرب السكن في أماكن توفر لهم فرص عمل وخدمات أفضل. كما أن هناك شريحة أكبر من الجيل الأكبر سنًا التي بدأت في شراء عقارات خارج البلاد، في ظل الأوضاع الاقتصادية والأمنية غير المستقرة.

مقالات ذات صلة: أزمة الإسكان في المجتمع العربي… فشل مستمر وحلول حكومية تنحرف عن أهدافها

مقالات مختارة