أوكرانيا في مرمى أطماع ترمب: المعادن النادرة ثمن الدعم العسكري السابق؟

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

تحولت أوكرانيا إلى ساحة معركة اقتصادية وسياسية في ظل مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالحصول على حصة من مواردها المعدنية النادرة، والتي تُقدَّر قيمتها بنحو 26 تريليون دولار، ما دفع ترمب إلى التصريح علنًا بأنه يريد استعادة الأموال التي أنفقتها الولايات المتحدة على المساعدات العسكرية لأوكرانيا، عبر الحصول على المعادن النادرة التي تمتلكها البلاد.

1024px UNGA 48795662063

اتفاق محتمل بين واشنطن وكييف: الأمن مقابل الموارد

أعلن ترمب خلال مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” أنه طالب أوكرانيا بتزويد الولايات المتحدة بموارد معدنية بقيمة 500 مليار دولار، مشيرًا إلى أن المسؤولين الأوكرانيين وافقوا “بشكل أساسي” على ذلك، وفق تعبيره. وفي رد سريع، قدَّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرضًا يُعرف بـ”شراكة المعادن مقابل الأمن”، حيث تأخذ الولايات المتحدة نصيبًا من مخزون أوكرانيا الهائل من المعادن النادرة، مقابل استمرار الدعم العسكري الأميركي لكييف.

وأوضح زيلينسكي أن أقل من 20% من الموارد المعدنية الأوكرانية تقع في الأراضي التي تحتلها روسيا، وأن بلاده تمتلك أكبر احتياطيات من التيتانيوم واليورانيوم في أوروبا. وأضاف خلال مقابلة مع “رويترز” أن الأميركيين قدَّموا لأوكرانيا المساعدة أكثر من أي جهة أخرى، ولذلك يجب أن تكون لهم الأولوية في الاستفادة من هذه الموارد الحيوية.

ثروات ضخمة تضع أوكرانيا في قلب الصراع الجيوسياسي

تشتهر أوكرانيا بأنها تمتلك مخزونًا هائلًا من المعادن النادرة التي تُعد ضرورية للصناعات التكنولوجية والعسكرية المتقدمة. وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة Dentons العالمية، تُقدَّر قيمة الموارد المعدنية في أوكرانيا بأكثر من 26 تريليون دولار. وتحتوي البلاد على 22 معدنًا من أصل 50 معدنًا تعتبرها الولايات المتحدة ضرورية للأمن القومي والصناعي، و25 معدنًا من قائمة الاتحاد الأوروبي المكونة من 34 معدنًا استراتيجيًا.

تشمل هذه الموارد عناصر نادرة مثل الغرافيت والليثيوم والتيتانيوم والبيريليوم، التي تُستخدم في تصنيع البطاريات، وأنظمة الصواريخ، والتوربينات الهوائية، وصناعات الدفاع والتكنولوجيا الفائقة. كما تمتلك أوكرانيا اللانثانوم والسيريوم والنيوديميوم، التي تُستخدم في إنتاج الأجهزة الإلكترونية، والإضاءة، والمفاعلات النووية. وتُعد البلاد أيضًا واحدة من أكبر منتجي التيتانيوم عالميًا، حيث تحتل المرتبة العاشرة في الإنتاج، وتمتلك 28 حقلًا لاستخراجه.

إغراءات ومخاوف: كيف يُنظر إلى الصفقة؟

رغم الجاذبية الاقتصادية لهذه الصفقة، فإن الكثير من الأوكرانيين يرون أنها “ابتزاز سياسي”، بحسب تقرير لموقع “بولتيكو”، إذ إن استغلال ترمب لموارد بلادهم يثير مخاوف من أن تصبح أوكرانيا مجرّد مخزون استراتيجي للولايات المتحدة بدلًا من أن تستفيد من ثرواتها بنفسها. ويضيف التقرير أن كييف قد لا يكون لديها خيار آخر، إذ إنها تعتمد بشكل كبير على المساعدات العسكرية الغربية لمواجهة روسيا.

في المقابل، تعتبر واشنطن هذه الصفقة فرصة استراتيجية لتعزيز أمنها الاقتصادي، وتقليل اعتمادها على الصين، التي تُعد المُنتِج الأكبر للمعادن النادرة عالميًا. وإذا نجحت الولايات المتحدة في تأمين هذه الموارد من أوكرانيا، فقد تتمكن من تقليل نفوذ الصين في سوق المعادن الاستراتيجية، وتعزيز إنتاجها المحلي من الصناعات التي تعتمد على هذه المواد، مثل الإلكترونيات المتقدمة والسيارات الكهربائية.

من الجدير بذكره بأنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها ترمب ابتزاز الأوكران، إذ حاول في فترته الرئاسية الأولى إجبار أوكرانيا على فتح تحقيقات تستهدف منافسه السياسي وقتها جو بايدن للإضرار بحملة بايدن للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي عام 2020.

مقالات ذات صلة: ترمب يتوعّد أوروبا قائلًا “دوركم اقترب كثيرًا”!

مقالات مختارة

Skip to content