هل يمنعكِ أحدٌ من العمل خارج البيت؟ هل يتحكّم أحد بمعاشكِ أو بحسابكِ في البنك؟ هل أجبرك أحد على أخذ قرض باسمك على الرغم من اعتراضك؟ إذا كان الجواب “نعم” على أحد هذه الأسئلة، فأنتِ مُعنّفة اقتصادياً.
كلنا نعرف أن العنف في جوهره جسدي أو جنسي أو نفسي، لكن في السنوات الأخيرة، يتم تعريف سلوكيات وتصرفات معينة ضد النساء تحديداً كأحد أشكال العنف، وهو العنف الاقتصادي. المشكلة في هذا النوع من العنف أنه قد يبدو أحياناً “طبيعياً”، تماماً كما كان ضرب الأطفال أو النساء في الماضي يُعتبر أمراً “طبيعياً” ومقبولاً اجتماعياً. نجد أن نسبة غير قليلة من النساء يقبلن بتحكم الزوج أو الأب أو الأخ براتبهن أو بمصروفهن بدافع الأعراف والعادات الاجتماعية. لكن هذه التصرفات تُصنّف الآن كنوع من العنف الاقتصادي إذا كانت تُمارس ضد إرادتكِ كزوجة أو ابنة أو أخت.

ما هو العنف الاقتصادي؟
باختصار، يُعد الإنسان مُعنّفاً اقتصادياً إذا كان هناك من يمنعه من التحكم بأمواله، أو يفرض عليه اتخاذ قرارات مالية، أو يمنعه من العمل وكسب الرزق، وبالتالي يُحرمه من الاستقلالية الاقتصادية. العنف الاقتصادي لا يتضمن التعرض للضرب أو التعنيف الجسدي، لذا يصعب أحياناً التعرف على من يعاني منه بسبب غياب المؤشرات الخارجية الواضحة.
للأسف، غالبية من يعانون من العنف الاقتصادي، بشكل عام وفي مجتمعنا العربي بشكل خاص، هن النساء والشابات. كم مرة سمعنا عن فتاة يمنعها والدها من العمل، أو زوجة يستولي زوجها على معاشها أو يمنعها من الإنفاق على حاجيات المنزل، أو أخت يُجبرها أخوها على أخذ قرض لتسديد ديونه، أو أم يُجبرها ابنها على طلب دفتر شيكات ليستخدمه لأغراضه الشخصية على حساب تورطها في الديون. هذه أمثلة شائعة لحالات العنف الاقتصادي المنتشرة في مجتمعنا.
الضحية الأولى للعنف الاقتصادي هي المرأة الخاضعة لسيطرة الزوج أو الأب أو الأخ. لكنها ليست الضحية الوحيدة. فالعواقب تمتد إلى الأولاد وتؤثر على الوضع المادي والاجتماعي للأسرة. لذا، فإن معالجة العنف الاقتصادي تعني غالباً إنقاذ الأسرة من الفقر والحرمان وعواقب أخرى.
“هل أنا مُعنّفة اقتصادياً؟”
أصعب ما في الأمر هو الاعتراف بوجود المشكلة. هذا الاعتراف يتطلب جرأة وشجاعة، وهو الخطوة الأولى للعلاج وتغيير الواقع. إذا كنتِ تشعرين بأنكِ لا تسيطرين على حياتكِ المالية، أو بأنكِ غير قادرة على اتخاذ القرارات المتعلقة بميزانيتكِ وميزانية عائلتكِ، وإذا كنتِ تشعرين بالإحباط أو تواجهين صعوبات نفسية بسبب تحكم الآخرين بأموالكِ، فإنكِ على الأرجح ضحية للعنف الاقتصادي.

كيف نُغيّر هذا الواقع؟
لمواجهة العنف الاقتصادي وتحقيق الاستقلال المالي، يمكنكِ اتخاذ خطوات عملية تُساعدكِ على بناء حياة اقتصادية أكثر استقرارًا:
فهم وضعكِ المالي الحالي: عليكِ جمع كافة المعلومات المتعلقة بحساباتكِ المالية، الديون، والدخل الشهري. إذا كنتِ تواجهين صعوبة في الوصول إلى الحسابات البنكية أو البيانات المالية، يمكنكِ البدء بتوثيق الإيرادات والمصروفات يدويًا أو الاستعانة بخبراء ماليين أو جهات داعمة للحصول على المساعدة.
تعزيز وعيكِ بحقوقكِ المالية: من المهم أن تعرفي أن القانون قد يعترف بالضرر الناتج عن العنف الاقتصادي، وفي بعض الحالات يمكن أن تحصلي على تعويضات. استشيري مستشارًا قانونيًا أو ماليًا لفهم حقوقكِ والعمل على خطة تُعيد إليكِ السيطرة المالية.
إدارة ميزانيتكِ الشخصية: ابدئي بوضع ميزانية تُحدد دخلكِ مقابل مصروفاتكِ الأساسية. هذا سيساعدكِ على ترتيب أولوياتكِ وضمان الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة.
المركز للنمو المالي في بنك هبوعليم هو مصدر موثوق لدعمكِ في هذه الخطوات. يُقدّم المركز أدوات وخدمات تُساعدكِ على تعلم إدارة أموالكِ، بناء خطط مالية شخصية، والحصول على استشارات متخصصة. هذه الخطوات ليست مجرد وسيلة للخروج من الأزمة، بل هي بداية لبناء مستقبل مالي مُستقل ومستقر لكِ ولعائلتكِ.
إعداد: طاقم وصلة Brands بالتعاون مع المركز للنمو المالي