الصين تتصدر سباق السيارات عالميًا: توسع في التصدير ومنافسة الشركات الغربية

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

شهد قطاع السيارات في الصين توسعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الشركات الصينية لاعبًا رئيسيًا في السوق العالمية، متجاوزةً المنافسين الغربيين في حجم الصادرات. في عام 2023، بلغت صادرات السيارات الصينية 4.7 ملايين سيارة، مدفوعةً بزيادة إنتاج السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي، إلى جانب المركبات الكهربائية والهجينة. وقد ساهمت شركات مثل BYD وجيلي وشيري في تعزيز مكانة الصين كأكبر مصدر للسيارات عالميًا، متفوقة على ألمانيا واليابان.

1280px BYD booth at the 2023 Bangkok International Motor Show e1717425763388
سيارات BYD في معرض بانكوك الدولي للسيارات 2023. المصدر: ويكيميديا

توسع الصادرات وتوقعات النمو

تسعى شركات السيارات الصينية إلى تعزيز مكانتها في الأسواق العالمية، حيث بات التوسع في التصدير أمرًا محوريًا في استراتيجياتها. في عام 2023، ارتفعت صادرات الصين من السيارات إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل ثلاث سنوات، مع توقعات بأن تصل المبيعات الخارجية إلى 7.3 ملايين سيارة بحلول عام 2030. ومع تزايد الثقة في العلامات التجارية المحلية، أصبحت الشركات الصينية تستحوذ على حوالي 60% من سوق السيارات في الصين، مقارنة بسنوات سابقة كان المستهلكون يفضلون فيها العلامات التجارية الغربية.

في الوقت نفسه، اتجهت الشركات الصينية نحو الأسواق الخارجية، حيث أعلنت شركات مثل BYD وجيلي وغريت وول أن هامش الأرباح من المبيعات الخارجية أعلى بنسبة تتراوح بين 5% و10% مقارنة بالمبيعات المحلية. وفي أوروبا، ارتفعت حصة العلامات التجارية الصينية في مبيعات المركبات الكهربائية من 4% عام 2021 إلى 10% عام 2024.

التحديات والعقبات في الأسواق الغربية

على الرغم من النجاح المتزايد، تواجه الشركات الصينية عقبات كبيرة في الأسواق الغربية، أبرزها الرسوم الجمركية الأميركية، حيث فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 100% على صادرات السيارات الصينية منذ عهد الرئيس جو بايدن، ما أعاق دخول المركبات الكهربائية الصينية إلى السوق الأميركية. إضافةً إلى ذلك، فإن الولاء القوي للعلامات التجارية المحلية في اليابان وكوريا الجنوبية، إلى جانب العلاقات الدبلوماسية المتوترة مع الهند، جعل من الصعب على الشركات الصينية اختراق هذه الأسواق.

1024px Voyah Courage 003
Voyah Courage- أحد موديلات سيارات دونغفنغ الصينية- المصدر: ويكيميديا

مع تصاعد التحديات في الأسواق الغربية، حولت الصين تركيزها إلى دول الجنوب العالمي، بما في ذلك جنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا، وهي أسواق مجتمعة تُسجل أكثر من 20 مليون عملية بيع سنويًا. وتعتبر روسيا أكبر مستورد للسيارات الصينية، حيث ارتفعت حصتها في السوق الروسية من 9% في عام 2021 إلى 61% عام 2023، وذلك بعد انسحاب الشركات الغربية نتيجة الحرب في أوكرانيا.

في أسواق أخرى، تحقق الشركات الصينية تقدمًا ملحوظًا، حيث تستحوذ على 8% من سوق السيارات في الشرق الأوسط وأفريقيا، و6% في أميركا الجنوبية، و4% في جنوب شرق آسيا، وفقًا لتقديرات شركة بيرنشتاين. كما اكتسبت المركبات الكهربائية الصينية زخمًا في أماكن غير متوقعة، حيث تضاعفت مبيعاتها في أميركا اللاتينية خلال عام 2024، ووصلت حصتها إلى 6% من إجمالي مبيعات السيارات، في حين بلغت نسبة الواردات الصينية من المركبات الكهربائية في البرازيل 7%، و8% في المكسيك، وحوالي 15% في تايلاند.

لم تقتصر استراتيجيات الشركات الصينية على التصدير فقط، بل بدأت في بناء مصانع في الخارج، لتجنب الرسوم الجمركية وتكاليف الشحن، إضافةً إلى البقاء بالقرب من الأسواق المستهدفة. شركة BYD على سبيل المثال، أنشأت مصانع في تايلاند وأوزبكستان، وتخطط لافتتاح مصانع جديدة في البرازيل والمجر وإندونيسيا وتركيا وربما في المكسيك. كما أن شركات أخرى مثل شيري وشانجان وغريت وول وسايك لديها مصانع قيد التشغيل أو قيد الإنشاء في عدة دول، وفي الآونة الأخيرة، افتتحت شركة “جيلي”، التي تُعد من أبرز الشركات المصنعة للسيارات في الصين، مصنعًا جديدًا في مدينة أكتوبر الواقعة في ضواحي القاهرة، وكل ذلك من شأنه أن يشكل درعًا واقيًا للسيارات الصينية في ظل المصاعب والقيود التجارية المحتملة.

مقالات ذات صلة: 100 ألف سيارة مستوردة في شهر… عائدات ضرائب السيارات في ديسمبر تتجاوز 4.7 مليار شيكل!

مقالات مختارة