في الوقت الذي تعاني فيه إسرائيل من عزلة متزايدة على الساحة الدولية منذ حربها على قطاع غزة، تحاول بعض الدول تعزيز العلاقات معها، خصوصًا في قطاع السياحة، من بينها أذربيجان وألبانيا الدولتان ذاتا الأغلبية المسلمة، إضافة إلى سيشل وبنما، وذلك عبر فتح مسارات جوية جديدة، وحملات تسويقية، ودعم حكومي. يأتي ذلك رغم القيود التي فرضتها بعض الدول على الإسرائيليين، والتحقيقات التي فُتحت ضد جنود الجيش الإسرائيلي في دول مثل البرازيل والأرجنتين.
أذربيجان: تعزيز التعاون في السياحة والسلاح
شهدت العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان تطورًا ملحوظًا خلال الحرب الأخيرة، حيث توسعت الشراكة بين البلدين في مجالي الصناعات الحربية والطيران. وخلافًا للعديد من شركات الطيران التي علّقت رحلاتها إلى تل أبيب، حافظت الخطوط الجوية الأذربيجانية على تسيير 28 رحلة أسبوعية بين باكو وإسرائيل، ما جعلها خيارًا مفضلاً للإسرائيليين.
في بداية فبراير، أبرمت شركة طيران “الـ-عال” اتفاقية مشاركة بالرمز مع خطوط “آزال” الأذربيجانية، ما يتيح تبادل الركاب بين الشركتين. ويبدو أن هناك اهتمامًا أذربيجانيًا واضحًا بجذب السياح الإسرائيليين، حيث تقول جميلة طالب زاده، رئيسة مكتب السياحة الأذربيجاني في إسرائيل، لصحيفة “غلوبس” إنهم يدرسون منذ سنوات عادات السياحة لدى الإسرائيليين، مؤكدة أنّ السياح الإسرائيليين يسافرون بشكل متكرر، مرتين على الأقل سنويًا.
بنما تسعى إلى خط طيران مباشر مع إسرائيل
تعمل بنما على تكثيف جهودها لاستقطاب السياح الإسرائيليين من خلال التخطيط لفتح خط طيران مباشر بين تل أبيب وبنما سيتي. وقام سالومون شاما، المدير العام لوزارة السياحة البنمية، بزيارة إلى إسرائيل قبل أسبوعين للترويج لهذا المشروع، والتقى بوزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس لبحث التعاون السياحي.
ووفقًا لما ذكره عزرا كوهين، السفير البنمي في إسرائيل، فإن المحادثات مستمرة بشأن تشغيل خط الطيران المباشر في 2025، مع تأكيدات بأن شركة طيران إسرائيلية تدرس بالفعل إمكانية تسيير رحلات إلى بنما. كما أطلقت الحكومة البنمية حملة تسويقية خاصة لجذب الإسرائيليين.
سيشل توفر طريقًا جديدًا عبر أبوظبي
من بين الدول التي تحاول إبقاء قنواتها السياحية مفتوحة مع إسرائيل، تأتي سيشل، حيث أكدت برانديت ويلمان، مديرة التسويق في مجلس السياحة، لموقع غلوبس، على أهمية السوق الإسرائيلية، رغم الانخفاض الحاد في عدد السياح الإسرائيليين خلال عام 2024. ومع ذلك، فإن بداية عام 2025 تشير إلى عودة تدريجية، مع زيادة في الحجوزات.
وعلى الرغم من تعليق شركة طيران سيشل لرحلاتها إلى إسرائيل لمدة ستة أشهر، فإن حوالي 3500 مسافر إسرائيلي تمكنوا من الوصول إلى الجزيرة عبر شركات طيران أخرى، خاصة “سبيريت وورلد برودكشنز”، التي وقعت مؤخرًا اتفاقية جديدة مع الخطوط الجوية السيشلية لإعادة تشغيل الرحلات المباشرة.
كما أعلنت شركة الاتحاد للطيران الإماراتية عن شراكة جديدة مع طيران سيشل، بحيث يمكن للإسرائيليين السفر إلى سيشل عبر محطة توقف في أبوظبي. هذا المسار الجديد سيوفر ست رحلات أسبوعية بين أبوظبي وسيشل، ابتداءً من مايو 2025.
ألبانيا: حكومة ترحب بالإسرائيليين
منذ عام 2018، أصبح السفر إلى ألبانيا أسهل مع إطلاق رحلات مباشرة من إسرائيل عبر خطوط “يسرائير”. والآن، تسعى شركات طيران إسرائيلية مثل أركيع وسن دور (Sun D’Or) إلى إعادة تشغيل رحلاتها إلى تيرانا ابتداءً من يوليو المقبل.
وتتميز ألبانيا، التي تعد دولة ذات أغلبية مسلمة، بعلاقات ودية مع إسرائيل، وهو ما يرجع إلى سياسات رئيس الوزراء إيدي راما. ففي سبتمبر 2024، ظهر راما في تجمع في نيويورك وهو يرتدي دبوسًا يحمل صورة رهينة إسرائيلية، في إشارة لدعمه لإسرائيل. كما افتتح ممثلية دبلوماسية ألبانية في القدس، وأعلن عن مشروع لإنشاء متحف يهودي في مدينة فلورا.
مقالات ذات صلة: “لم يعد لي مكان هنا” | لهذه الأسباب يقرر المئات من أبناء المجتمع العربي الهجرة والبحث عن بيت جديد
