في تحول كبير سيعيد تشكيل طريقة إجراء الفحوصات الطبية في البلاد، تستعد وزارة الصحة، خلال الأشهر القريبة القادمة، لإطلاق إجراء جديد يتيح تنفيذ الفحوصات في نقاط طرفية مثل العيادات، والصيدليات، ومراكز الطوارئ، بل وحتى المنازل، بهدف توفير نتائج فورية، ما سيختصر بشكل كبير من فترات الانتظار الطويلة التي يواجهها المرضى في النظام الصحي الحالي.
حتى اليوم، يعتمد النظام الصحي على إرسال معظم الفحوصات إلى مختبرات طبية، حيث تخضع العينات لعمليات تحليل دقيقة قبل إرسال النتائج إلى الأطباء. هذا النظام، رغم دقته، يسبب تأخيرات كبيرة، حيث يضطر المرضى إلى الانتظار لأيام أو حتى أسابيع قبل الحصول على نتائجهم. كما أن الحاجة إلى حجز موعد لإجراء الفحص ثم حجز موعد إضافي للحصول على النتائج تخلق سلسلة من التعقيدات التي تؤخر التشخيص والعلاج. الإجراء الجديد سيغير هذا النموذج جذريًا، من خلال السماح للمرضى بإجراء فحوصات معينة في مكان قريب منهم والحصول على النتائج في غضون دقائق.

ما الفحوصات التي ستصبح متاحة بشكل فوري؟
ستركز وزارة الصحة في المرحلة الأولى على الفحوصات الأساسية التي يمكن إجراؤها بأجهزة محمولة دون الحاجة إلى مختبرات متطورة. من بين الفحوصات التي سيشملها الإجراء الجديد:
-
فحوصات الدم السريعة: يمكن لبعض الأجهزة المحمولة إجراء اختبارات الدم الأساسية، مثل فحص تعداد الدم الكامل (CBC)، الذي يوفر معلومات عن مستويات خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. هذه الفحوصات مفيدة في الكشف عن الالتهابات، فقر الدم، واضطرابات أخرى.
-
اختبارات الالتهابات الفيروسية والبكتيرية: تشمل هذه الفحوصات الكشف عن العدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا وCOVID-19، وكذلك الكشف عن التهابات بكتيرية مثل التهاب الحلق الناتج عن المكورات العقدية (Strep Test). هذه الفحوصات تمكن الأطباء من تحديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى مضادات حيوية أم لا، ما يساعد في الحد من الاستخدام المفرط لها.
-
فحوصات الحمل والهرمونات: الاختبارات المنزلية للحمل معروفة منذ عقود، لكن مع تطور التكنولوجيا، أصبحت هناك أجهزة أكثر دقة يمكنها قياس مستويات الهرمونات المختلفة في الدم أو البول، ما يساعد في تشخيص مشكلات الخصوبة واضطرابات الغدد الصماء.
-
فحوصات القلب والتنفس: بعض الأجهزة الحديثة قادرة على قياس المؤشرات الحيوية مثل ضغط الدم، مستويات الأكسجين في الدم (SpO2)، معدل ضربات القلب، وحتى مخطط القلب الكهربائي (ECG) المصغر، ما يسهل الكشف المبكر عن مشكلات القلب والتنفس.
-
اختبارات الحساسية والتفاعلات المناعية: يمكن لبعض الفحوصات السريعة تحديد حساسية الشخص تجاه بعض المواد، مثل حساسية الطعام أو المواد الكيميائية، ما يساعد المرضى في اتخاذ قرارات فورية بشأن نمط حياتهم الغذائي والعلاجي.
-
اختبارات الأمراض المزمنة: يمكن للأجهزة المحمولة فحص مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري، وكذلك إجراء اختبارات وظائف الكلى والكبد، ما يسمح بمتابعة دقيقة للحالات المزمنة دون الحاجة إلى زيارات متكررة للمختبرات.
كيف سيتم تنفيذ الإجراء الجديد؟
تؤكد وزارة الصحة أن تنفيذ هذه الفحوصات سيتم في بيئات منظمة وخاضعة للرقابة، مثل العيادات الطبية، الصيدليات، مراكز الرعاية، وسيارات الإسعاف. كما سيُسمح لبعض المرضى بإجراء الفحوصات في منازلهم، لا سيما أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يواجهون صعوبة في التنقل.
في الصيدليات، سيتم تخصيص مناطق محددة لإجراء هذه الفحوصات تحت إشراف موظفين تلقوا تدريبًا خاصًا. كما ستتمكن بعض العيادات من تقديم هذه الخدمات خلال المواعيد العادية، مما يسمح للمرضى بإجراء الفحص والحصول على التشخيص خلال زيارة واحدة فقط.
مخاوف وتحديات التطبيق
رغم الفوائد الواضحة لهذا النظام، هناك تحديات يجب التغلب عليها لضمان دقة النتائج وأمان المرضى. أحد أبرز المخاوف هو احتمال حدوث أخطاء في أخذ العينات، خاصة إذا لم يتم تدريب القائمين على الفحوصات بشكل جيد. بعض الفحوصات تتطلب ظروفًا دقيقة مثل درجة حرارة معينة أو طريقة تخزين محددة، وأي خطأ قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.
هناك أيضًا قضايا تتعلق بتفسير النتائج، حيث تحتاج بعض الفحوصات إلى طبيب مختص لشرح ما تعنيه الأرقام والبيانات، خاصة عندما تكون هناك نتائج غير حاسمة أو تحتاج إلى متابعة إضافية.
مقالات ذات صلة: “مساعد صيدلي”… وظيفة جديدة في البلاد لا تحتاج شهادة جامعية