الموظفون بدأوا بالفعل يفقدون وظائفهم؟ أم خسائر محدودة فقط بالوظائف خلال السنوات القادمة؟ هذه توقعات أبرز خبراء الذكاء الاصطناعي في البلاد

خلال جلسة خاصة للجنة الفرعية للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في الكنيست، قدم المحللون والخبراء من مراكز الأبحاث آراءً متشائمة في أغلبها، تشمل تحذيرات واضحة من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الثورة التكنولوجية، لكن بعض الجهات البارزة كانت أكثر تفاؤلًا بكثير.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

يشهد سوق العمل في البلاد تحولات جذرية مع التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يؤدي إلى موجة من فقدان الوظائف، خاصة في مجالات خدمة الزبائن والمبيعات. خلال جلسة خاصة للجنة الفرعية للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في الكنيست، قدم المحللون والخبراء من مراكز الأبحاث تحذيرات واضحة من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الثورة التكنولوجية.

ai jobs
صورة تعبيرية

رئيسة اللجنة، عضوة الكنيست أوريت فركاش هكوهين، أكدت أن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل لم يعد نظرية مستقبلية، بل أصبح واقعًا ملموسًا، إذ بدأت شركات التكنولوجيا بالفعل في استبدال وظائف عديدة بأدوات ذكاء اصطناعي متقدمة. وحذرت من أن هذه التغيرات قد تؤدي إلى فقدان آلاف الموظفين لوظائفهم ما لم يتم اتخاذ إجراءات حكومية عاجلة للتعامل مع هذا الواقع الجديد.

مؤسسة MOSAIC قدمت تقريرًا شاملاً حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن عدم الاستعداد لهذه التحولات قد يؤدي إلى أزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة. وأوصت المؤسسة بتبني سياسات وطنية استباقية تشمل مراقبة تأثيرات الذكاء الاصطناعي وتوفير شبكات أمان اجتماعي للموظفين الذين ستتأثر وظائفهم.

كما كشف مركز تاوب للأبحاث عن أرقام مثيرة للقلق، حيث أظهرت الأبحاث أن الفئات الأكثر تأثرًا هي العاملون في وظائف روتينية مثل خدمة الزبائن والمبيعات، إذ تتجه الشركات بشكل متزايد نحو الأتمتة الكاملة لهذه الوظائف. وأشار التقرير إلى أن نسبة العاطلين عن العمل الذين كانوا يشغلون وظائف معرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي قد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال عامي 2023 و2024.

كذلك، أوصى معهد RISE الحكومة باتخاذ تدابير فورية، من بينها تعزيز برامج إعادة التدريب المهني للموظفين الذين قد تتأثر وظائفهم، والاستثمار في التعليم التقني، وتحفيز القطاعات المتأثرة على تبني استراتيجيات توظيف جديدة تستفيد من الذكاء الاصطناعي دون الاستغناء الكامل عن العنصر البشري.

بدوره، أكّد الخبير التكنولوجي درور غلوبيرمان أن قطاع مراكز الخدمة والدعم الفني سيشهد تغييرات كبيرة خلال الأشهر المقبلة، حيث بدأت العديد من الشركات في تنفيذ أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التعامل مع استفسارات الزبائن دون الحاجة إلى موظفين بشريين. ولفت إلى أن هذه ليست مجرد تنبؤات، بل عمليات جارية بالفعل ستتسع إلى مجالات أخرى في المستقبل القريب.

في محاولة لفهم أبعاد الأزمة، أكدت نائبة مدير عام استراتيجيات وتخطيط السياسيات في وزارة العمل، يفعات سيتروين، أن إسرائيل تعاني من تراجع في المهارات الرقمية لدى شريحة كبيرة من القوى العاملة، وهو ما يزيد من تعقيد التحديات المستقبلية، مشيرةً إلى أن الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك العمال في القطاعات التقليدية، ستكون الأكثر تضررًا. وذكرت أن العديد من المهن، مثل موظفي الصرافة والمساعدين الإداريين، بدأت تختفي تدريجيًا لصالح الحلول التقنية المؤتمتة.

لكن، رغم هذه التحذيرات الواسعة، إلا أن بنك إسرائيل لم يشارك النظرة المتشائمة التي طرحها الخبراء. الدكتورة إيلا شاحر من قسم الأبحاث في البنك أكدت أن تأثير الذكاء الاصطناعي لن يكون فوريًا، حيث تتوقع أن تبلغ مساهمة الذكاء الاصطناعي في إنتاجية العمل حوالي 0.1٪ سنويًا، أي حوالي 1٪ في العقد المقبل. ووفقًا لها، لن يؤدي هذا الاتجاه بالضرورة إلى خسائر كبيرة في الوظائف في الأمد القريب، ولكن يجب على القطاع العام الاستعداد للتغييرات التي ستأتي لاحقًا.

مقالات ذات صلة: هذا ما عليك فهمه كي لا يسرق الذكاء الاصطناعي لقمة عيشك في شركات الهايتك

مقالات مختارة

Skip to content