بعد يومه الأسود في البيت الأبيض: قمة أوروبية لتضميد جراح زيلينسكي

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

تصاعد الزخم الأوروبي لدعم أوكرانيا في ظل استمرار الحرب، حيث سيجتمع القادة الأوروبيون اليوم في لندن لمناقشة سبل تعزيز المساعدات المالية والعسكرية لكييف. يأتي هذا الاجتماع بعد ساعات من توقيع وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز اتفاق قرض بقيمة 2.85 مليار دولار مع نظيرها الأوكراني سيرهي مارتشينكو، بهدف تمويل الدعم العسكري وإعادة الإعمار، وبعد قمة تاريخية عاصفة في البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يزور لندن، أكد أن كييف ستسدد القروض من عائدات الأصول الروسية المجمدة، في خطوة تزيد من حدة التوتر بين الغرب وروسيا. وشدد رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر على التزام لندن الثابت بمساندة أوكرانيا، مؤكداً أن بلاده ستواصل تقديم الدعم طالما كان ذلك ضرورياً. وفقاً للاتفاق، سيتم تسديد القرض على ثلاثة أقساط سنوية بقيمة 752 مليون جنيه إسترليني، وستحوّل الدفعة الأولى إلى أوكرانيا في نهاية الأسبوع المقبل.

An old man yells at a man without a suit
قمة ترمب وزيلينسكي الأخيرة في البيت الأبيض- الصورة: ويكيميديا

الغضب الروسي وتصعيد المواجهة

موسكو ردت بغضب على هذه التحركات، معتبرة أنها “سرقة” لأموالها، وحذرت من تداعيات استخدام الأصول الروسية المجمدة لصالح أوكرانيا، المقدرة بـ300 مليار يورو. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن روسيا ستتخذ إجراءات ضد أي خطوة من هذا النوع، معتبراً أن نقل العائدات إلى أوكرانيا “غير قانوني”.

زيلينسكي، من جانبه، شدد على أن “من بدأ الحرب يجب أن يدفع ثمنها”، مؤكداً أن التمويل سيتم توجيهه لإنتاج الأسلحة في أوكرانيا. ووفقًا لوزارة المالية الأوكرانية، فإن هذا القرض يمثل جزءًا من آلية تسريع الإيرادات الاستثنائية التي أطلقتها دول مجموعة السبع، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 50 مليار دولار لدعم كييف.

قمة أوروبية لتعزيز الضمانات الأمنية

زيارة زيلينسكي إلى لندن جاءت بعد قمة صادمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تخللتها مشادات حادة لم يشهد لها العالم مثيلًا. بالتوازي مع ذلك، يجتمع نحو 15 من قادة الدول الأوروبية في قمة حاسمة لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا ومستقبل التعاون العسكري بين أوروبا والولايات المتحدة. القادة المشاركون في القمة، ومن بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، يسعون إلى توحيد الموقف الأوروبي في مواجهة أي احتمال لتراجع الدعم الأمريكي.

من المقرر أن يلتقي زيلينسكي أيضاً بالملك البريطاني تشارلز الثالث في ساندرينغهام، بعد انتهاء القمة. ويأتي هذا الاجتماع قبيل القمة الاستثنائية للاتحاد الأوروبي في 6 مارس في بروكسل، والتي ستركز على تمويل الدفاع الأوروبي وتعزيز القدرات العسكرية لأوكرانيا.

المساعدات الأوروبية تتزايد: مليارات إضافية لكييف

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن عن حزمة مساعدات جديدة بمليارات اليوروهات لدعم الدفاعات الأوكرانية، داعياً إلى تمويل أوروبي مشترك ضخم يصل إلى مئات المليارات من اليوروهات لبناء منظومة دفاع أوروبي أكثر استقلالية.

في السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره أن بلاده ستطلب قريباً من البرلمان زيادة الدعم المالي لأوكرانيا. وكانت النرويج قد خصصت بالفعل 3.12 مليارات دولار كمساعدات لكييف لعام 2025، ووافقت على خطة دعم إجمالية بقيمة 155 مليار كرونة نرويجية (حوالي 14 مليار دولار) للفترة الممتدة بين 2023-2030.

في ألمانيا، طالبت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك بتخفيف قيود الميزانية الأوروبية لتوفير مزيد من الأموال لأوكرانيا. نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد روبرت هابيك دعا إلى الإسراع بالإفراج عن 3.1 مليارات دولار لتعزيز الدفاع الأوكراني، مشددًا على أن بلاده ستفعل ما بوسعها لضمان استمرار الدعم العسكري.

مقالات ذات صلة: ترمب يدكّ سلاحه الموجّه إلى قلب الاقتصاد الأوروبي

مقالات مختارة

Skip to content