
كشف تقرير جديد لسلطة الابتكار أن نسبة النساء العاملات في قطاع الهايتك لم تتجاوز حاجز 33%، حيث لم تطرأ على نسبتهن تغيير كبير منذ ثلاثة عقود، رغم الزيادة الملحوظة في أعداد النساء في قطاع الهايتك خلال العقد الأخير، إذ ارتفع عددهن بنسبة 65% ليصل إلى نحو 130 ألف موظفة، إلا أن تمثيلهن لا يزال محدودًا بالنسبة للرجال، حيث يشغلن فقط 33.5% من الوظائف في هذا المجال.
على الرغم من أن قطاع الهايتك قد شهد نضوجًا كبيرًا خلال العقود الأخيرة، حيث نما جيل من رواد الأعمال والمديرين أصحاب الخبرة الذين أسسوا وأداروا شركاتهم، فإن التمثيل النسائي في المناصب الإدارية العليا لا يزال ضعيفًا. نسبة النساء في الإدارة العليا للشركات الخاصة لا تتعدى 17%، فيما تبلغ نسبتهن في الإدارات التنفيذية للشركات المدرجة بالبورصة 24.3% فقط، بينما لا تتجاوز نسبة النساء اللاتي يشغلن مناصب تنفيذية عليا في شركات الستارت-أب 10%.
تختلف نسبة مشاركة النساء في شركات الهايتك وفقًا لنوع النشاط. في شركات البرمجيات المؤسسية (التطبيقات والأنظمة المصممة لتلبية احتياجات الشركات والمؤسسات الكبيرة) وعلوم الحياة (البحوث والتطبيقات العلمية والطبية المتعلقة بالكائنات الحية) تصل النسبة إلى 38%، وهو أعلى تمثيل للنساء في القطاع، في حين أن أدنى نسبة تُسجَّل في شركات الاتصالات وأشباه الموصلات حيث لا تتجاوز 21%.
التمثيل النسائي في مجال الاستثمار في قطاع التكنولوجيا منخفض كذلك، حيث يظهر التقرير أن 4.3% فقط من إجمالي رأس المال الذي تم جمعه في السنوات الأخيرة ذهب إلى شركات تديرها نساء. الفجوة الأوضح تظهر في جولات التمويل الكبيرة التي تتجاوز 50 مليون دولار، حيث تتركز معظم الاستثمارات في شركات يقودها رجال. إلى جانب ذلك، فإن 40% من صناديق رأس المال الاستثماري النشطة في البلاد لا تضم أي شريكة نسائية.
أشار التقرير إلى أن هناك فجوة واضحة في التعليم التكنولوجي بين المدن المركزية مثل تل أبيب والمناطق الطرفية، التي تشمل حتى مدنًا كبرى مثل حيفا والقدس، فرغم كونهما من بين أكبر المدن في البلاد، إلا أن التقرير يصنّفهما ضمن المناطق الطرفية من حيث الفرص التعليمية والاقتصادية في قطاع الهايتك.
وفقًا للبيانات، فإن نسبة الطالبات اللاتي يتقدمن لامتحانات 5 وحدات بجروت في علوم الحاسوب في تل أبيب ومنطقة المركز تفوق بثلاثة أضعاف نظيراتها في القدس، وهي أيضًا ضعف النسبة في الجنوب، وأعلى بنسبة 50% مقارنةً بالطالبات في الشمال وحيفا. هذه الفجوة تعكس واقعًا تتوفر فيه موارد تعليمية وبنية تحتية تكنولوجية أقوى في المركز مقارنة بالمناطق الأخرى، حتى عندما تكون تلك المناطق مدنًا رئيسية.
بينما تشهد تل أبيب والمنطقة الوسطى ارتفاعًا سريعًا في عدد الطالبات اللاتي يخترن التخصص في علوم الحاسوب، فإن هذا النمو أبطأ بكثير في المدن الأخرى، ما يهدد بتفاقم الفجوة المستقبلية في تمثيل النساء في قطاع التكنولوجيا.
نسبة الطالبات في التخصصات التكنولوجية ارتفعت من 24% عام 2012 إلى 32% عام 2023، مما يعكس تحسنًا ملموسًا، لكنه لا يزال بعيدًا عن تحقيق التكافؤ بين الجنسين في هذا القطاع. يظهر التقرير أن استمرار هذه الفجوات التعليمية قد يؤدي إلى اتساع الهوة في التوظيف، ما يؤثر على مستقبل النساء في قطاع الهايتك.
مقالات ذات صلة: استطلاع جديد للعاملين في قطاع الهايتك بالبلاد… تفاؤل بالمستقبل رغم ارتفاع نسبة الراغبين بالانتقال للخارج