بدأت اليوم الثلاثاء مواجهة تجارية جديدة بين الولايات المتحدة وكلٍّ من الصين وكندا، بعد دخول الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيز التنفيذ، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية خطيرة على الأسواق العالمية.
فرضت الصين رسومًا جمركية إضافية بنسبة 15% على واردات الدجاج والقمح والذرة والقطن الأميركية، بينما فرضت رسومًا إضافية بنسبة 10% على سلع أخرى، من بينها الذرة البيضاء وفول الصويا ولحوم الخنزير والأبقار والمأكولات البحرية والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان. جاء ذلك ردًا على قرار ترمب الصادر يوم الاثنين، الذي رفع بموجبه الرسوم الجمركية الإضافية على المنتجات الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة إلى 20%، ابتداءً من اليوم.
أكدت وزارة المالية الصينية أن هذه الإجراءات الأميركية “تمس بالنظام التجاري متعدد الأطراف” وتضر بأسس التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. ومن المقرر أن تدخل الرسوم الصينية الجديدة حيز التنفيذ في 10 مارس، بعد 6 أيام. من جهته، صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، أن بلاده مستعدة لمواجهة أي تصعيد تجاري من الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الصين لن تقبل بأي “إجراءات ضغط أو تهديد”، وستدافع بقوة عن سيادتها ومصالحها الاقتصادية.
من جانبه، شدد وزير التجارة الصيني على أن الرسوم الأميركية الأحادية الجانب تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، محذرًا من أن هذه الخطوات لن تؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بالتعاون الاقتصادي العالمي، وستؤثر سلبًا على التجارة الدولية. ودعا واشنطن إلى التراجع عن هذه الإجراءات التي وصفها بأنها “غير مبررة ولا تستند إلى أي أسس قانونية”.
على صعيد آخر، أعلنت كندا أيضًا عزمها على فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات أميركية، ردًا على الرسوم التي بدأ ترمب في تطبيقها اليوم على السلع القادمة من كندا والمكسيك، البالغة 25% على الصادرات الكندية والمكسيكية، بالإضافة إلى رسوم مخفضة بنسبة 10% على موارد الطاقة المستوردة من كندا.
جاء قرار ترمب بعد توقف دام 30 يومًا، حيث برر فرض هذه الرسوم بعدم اتخاذ كندا والمكسيك إجراءات كافية لمكافحة تدفق مادة الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، وهي مادة أفيونية قوية تسببت في أزمة صحية كبرى. وبحسب تقديرات، فإن هذه الرسوم الجديدة قد تؤثر على سلع تصل قيمتها إلى 918 مليار دولار، مما سيؤدي إلى انعكاسات مباشرة على الاقتصاد الأميركي.
رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، رد على هذه الخطوة بالتأكيد على أن بلاده ستفرض رسومًا انتقامية مماثلة بنسبة 25% على واردات أميركية تصل قيمتها إلى 155 مليار دولار في حال عدم تراجع الولايات المتحدة عن قرارها. وأضاف أن هذه الإجراءات ستظل سارية المفعول حتى تلغي واشنطن رسومها، مشيرًا إلى أن كندا ستواصل التشاور مع حكومات المقاطعات لاتخاذ إجراءات إضافية في حال استمرار التصعيد الأميركي.
وأكد ترودو أن الرسوم الجمركية الأميركية تهدد اتفاقية التجارة الحرة التي وقعها ترمب نفسه خلال ولايته السابقة، موضحًا أن هذه القرارات من شأنها أن تعطل علاقات تجارية طويلة الأمد، وتلحق أضرارًا كبيرة بالشركات والوظائف في البلدين.
مقالات ذات صلة: بعد يومه الأسود في البيت الأبيض.. قمة أوروبية لتضميد جراح زيلينسكي
