في خطوة تهدف إلى تقليص الفجوات الاقتصادية في المجتمع العربي، كشف معهد أهرون للسياسة الاقتصاديّة في جامعة رايخمان، بالتعاون مع وزارة المالية وسلطة التطوير الاقتصادي في المجتمع العربي ووزارة العمل، عن خطة استراتيجية تهدف إلى رفع معدلات التوظيف وزيادة دخل العائلات والأفراد في المجتمع العربي بحلول عام 2035. الخطة التي تم عرضها بمشاركة ممثلين عن الحكومة، وأكاديميين، وخبراء اقتصاديين، تهدف إلى تحقيق نمو سنوي بنسبة 6% في الدخل للمواطن العربي من العمل وتقليص الفوارق في مستوى المعيشة بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي (غير الحريدي) بشكل ملحوظ.
البروفيسور تسفي اكشطاين – رئيس معهد أهرن للسياسة الاقتصاديّة
زيادة تشغيل النساء
تهدف الخطة، التي وضعها باحثو المعهد بقيادة الدكتورة ماريان تحاوخو، إلى رفع نسبة تشغيل النساء العربيات إلى مستوى 63% بحلول عام 2035، بعد أن بلغت مستوى 47% عام 2024. بالنسبة للرجال العرب، تسعى الخطة إلى رفع نسبة مشاركتهم في سوق العمل الإسرائيلي من 76% في يومنا هذا إلى 83% خلال السنوات العشر القادمة. لتحقيق هذه الأهداف، تقترح الخطة الاستراتيجية التركيز على تعزيز التعليم الأكاديمي والتكنولوجي، زيادة برامج التدريب المهني، وتطوير المهارات المطلوبة للاندماج في سوق العمل.
الأبحاث التي أجراها معهد أهرون للسياسة الاقتصاديّة أظهرت أن المجتمع العربي كان أحد المحركات الرئيسية لنمو الاقتصاد الإسرائيلي خلال العقد الأخير. بلغ معدل النمو السنوي في الدخل الفردي من العمل للفئة العمرية 25-64 حوالي 4%، مقارنة بـ 3% في المجتمع اليهودي غير الحريدي و2.3% في المجتمع الحريدي. بفضل هذه الزيادة، ارتفعت مساهمة المجتمع العربي في إجمالي الدخل القومي من 8.2% إلى 10.5%، إلا أن إمكانياته الاقتصادية لا تزال غير مستغلة بالكامل.
الدكتورة ماريان تحاوخو، مديرة معهد السياسات الاقتصادية للمجتمع العربي في معهد أهرون قالت “إن تنفيذ هذه الاستراتيجية سيسمح بتحقيق النمو المستدام في مستوى المعيشة، تقليص معدلات الفقر، وتعزيز الحراك الاجتماعي في المجتمع العربي. هذا ليس مجرد خيار اقتصادي بل ضرورة وطنية لمستقبل الدولة ولضمان استمرارية نمو اقتصادها”.

رجل الأعمال عماد تلحمي مؤسس شركة “بابكوم” ورئيس اللجنة الاستشارية الخاصة بالمجتمع العربي في المعهد، أكد أن “كل البيانات تشير إلى أن النمو الاقتصادي المقبل في إسرائيل سيأتي من المجتمع العربي. تطبيق هذه الاستراتيجية يعني أن كل زيادة بنسبة 10% في دخل المجتمع العربي ستترجم إلى نمو بنسبة 2% في الاقتصاد الإسرائيلي”.
12700 خريج وخريجة جامعات عرب في السنة
لتحقيق أهداف الخطة حتى سنة 2035، وضعت الخطة هدفًا لزيادة عدد الخريجين العرب من الرجال في الجامعات إلى 6,150 خريجًا سنويًا، وزيادة عدد الخريجات إلى 9,200 خريجة سنويًا. كما سيتم تعزيز برامج التدريب المهني والتكنولوجي، بحيث يصل عدد خريجي الهندسة والتقنيات التطبيقية إلى 3,550 رجلًا و2,440 امرأة سنويًا. تحقيق الأهداف المحددة للخطة سيؤدي إلى زيادة وتيرة النمو الاقتصادي بشكل غير مسبوق. تطبيق هذه الاستراتيجية بنجاح سيرفع معدل النمو الاقتصادي للمجتمع العربي إلى 6% سنويًا، وهو ما سيؤدي إلى انتعاش اقتصادي شامل وتحسين مستوى المعيشة فيه.

البروفيسور تسفي اكشطاين، رئيس معهد أهرون للسياسة الاقتصاديّة، أكد أن “تحديد هدف نمو بنسبة 6% هو تحدٍّ كبير لكنه يستند إلى أبحاث ومعطيات قابلة للتحقيق. هذه الاستراتيجية يمكن أن تقدم دفعة كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي ككل. ومع ذلك، فإن هناك عوامل أخرى ينبغي على الحكومة التركيز عليها، مثل الجريمة في المجتمع العربي، تحسين أداء السلطات المحلية، وتوسيع الوصول إلى وسائل النقل”.
مقالات ذات صلة: لهذه الأسباب يقرر المئات من أبناء المجتمع العربي الهجرة والبحث عن بيت جديد