رفضت محكمة فدرالية في الولايات المتحدة طلب إيلون ماسك بإصدار أمر قضائي يمنع شركة OpenAI من التحول إلى كيان يهدف إلى تحقيق الربح، لكنها قررت تسريع إجراءات المحاكمة المتعلقة بالقضية. يأتي ذلك بعد أن رفضت الشركة عرضًا تقدم به ماسك لشراء OpenAI بقيمة 97.4 مليار دولار.

الخلفية القانونية والقضية الأساسية
تأسست OpenAI كمنظمة غير ربحية تهدف إلى تطوير الذكاء الاصطناعي “لخدمة البشرية”، وكان ماسك أحد مؤسسيها. لكن في نوفمبر 2023، شهدت الشركة أزمة داخلية عندما حاول مجلس إدارتها عزل المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي سام ألتمان وفشل في ذلك، ما دفعها لإعادة هيكلة أعمالها باتجاه نموذج ربحي.
في نوفمبر الماضي، رفع ماسك دعوى قضائية أمام محكمة فدرالية مطالبًا بوقف هذه الخطوة، مدعيًا أنها غير قانونية وتتنافى مع المبادئ الأساسية التي تأسست عليها الشركة. كما تقدم بطلب للحصول على أمر قضائي مؤقت لتعليق عملية التحول حتى يتم البت في القضية.
قرار المحكمة وردود الفعل
رفضت القاضية إيفون غونزاليس روجرز طلب ماسك بتجميد فوري لعملية تحول OpenAI، لكنها أمرت بتسريع الإجراءات القضائية وإجراء محاكمة مركزة تبدأ في الخريف المقبل. ورفضت طلب محامي OpenAI الذين سعوا لتأجيل القضية حتى عام 2026 أو 2027.
بررت القاضية قرارها بأن القضية “ذات اهتمام عام” وأن هناك إمكانية لحدوث أضرار إذا ثبت أن التغيير غير قانوني، مؤكدة أن المحاكمة ستقتصر على النقاط الجوهرية المتعلقة بادعاء ماسك بأن خطة إعادة الهيكلة تخالف القوانين.
OpenAI رحبت بقرار المحكمة، مشيرة إلى أن “رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها ماسك نفسه تظهر أنه أراد دمج OpenAI داخل تسلا كشركة تهدف للربح، وهو ما كان سيخدم مصالحه الشخصية وليس مصالح الشركة أو الولايات المتحدة”.
من جانبه، أعرب الفريق القانوني لماسك عن ارتياحه لأن المحكمة قررت إجراء محاكمة معجلة حول “الادعاءات الجوهرية”، التي وصفها بأنها قضايا “عاجلة وتتعلق بالمصلحة العامة”.
ماذا بعد؟
مع تحديد المحكمة موعدًا أسرع من المتوقع للمحاكمة، تتجه الأنظار إلى الأدلة التي سيقدمها ماسك لإثبات عدم قانونية تحول OpenAI إلى شركة ربحية، وإلى رد الشركة التي تصر على شرعية إجراءاتها.
في حال كسب ماسك القضية، قد تجد OpenAI نفسها مضطرة إلى مراجعة هيكلها التنظيمي وربما العودة إلى وضعها غير الربحي، ما قد يكون له تداعيات كبيرة على مستقبلها في قطاع الذكاء الاصطناعي.
مقالات ذات صلة: تصاعد الاحتجاجات ضد إيلون ماسك: إحراق سيارات تسلا في الولايات المتحدة وأوروبا