ترمب يحتفل بـ”قرصنة” قناة بنما: “بلاك روك” تستحوذ على موانئها في صفقة تاريخية بلغت 19 مليار دولار

نجحت شركة بلاك روك، عملاق الاستثمار الأميركي الذي يدير أصولًا بقيمة 11.6 تريليون دولار، في إتمام صفقة ضخمة للاستحواذ على موانئ قناة بنما من شركة في هونغ كونغ، ما يعيد الهيمنة الأميركية على هذا الممر الملاحي الاستراتيجي تحت غطاء استثماري.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
قناة بنما- المصدر: ويكيميديا

نجحت شركة بلاك روك، عملاق الاستثمار الأميركي الذي يدير أصولًا بقيمة 11.6 تريليون دولار، في إتمام صفقة ضخمة للاستحواذ على موانئ قناة بنما، ما يعيد الهيمنة الأميركية على هذا الممر الملاحي الاستراتيجي تحت غطاء استثماري.

بلغت قيمة الصفقة 19 مليار دولار، حيث اشترت بلاك روك ومجموعة من الشركاء أكثر من 40 ميناء عالميًا، بما في ذلك موانئ بنما، من شركة سي كيه هوتشيسون هولدينغز، وهي تكتل اقتصادي مملوك لعائلة لي في هونغ كونغ، إحدى أغنى العائلات في آسيا.

منذ وصوله إلى البيت الأبيض، تعهد دونالد ترمب باستعادة السيطرة الأميركية على قناة بنما، مؤكدًا في خطاب تنصيبه أن بلاده “ستستعيدها”. وجاءت هذه الصفقة لتمنحه نصرًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا، بعد أن روج مرارًا لنظرية غير مثبتة بأن الصين تسيطر على القناة.

قناة بنما- المصدر: ويكيميديا
قناة بنما- المصدر: ويكيميديا

تفاصيل الصفقة والتدخل الأميركي

جاء الاستحواذ بقيادة لاري فينك، الرئيس التنفيذي لـ بلاك روك، الذي لعب دورًا رئيسيًا في التفاوض على الصفقة، حيث تواصل مباشرة مع البيت الأبيض لضمان موافقة الحكومة الأميركية. تمت الصفقة بالشراكة مع شركة غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز، التي استحوذت عليها بلاك روك العام الماضي، وتيرمينال إنفستمنت، وهي شركة متخصصة في تشغيل الموانئ.

ستحصل المجموعة الاستثمارية على 80% من أسهم هوتشيسون بورتس و90% من “بنما بورتس”، التي تدير ميناءي بالوا وكريستوبال على جانبي القناة، ما يعزز الهيمنة الأميركية على الممر الملاحي.

ردود الفعل على الصفقة

وصف فينك الصفقة بأنها “الأكبر في تاريخ بلاك روك في قطاع البنية التحتية”، مشيرًا إلى أن “الشركات والحكومات حول العالم ترى في بلاك روك الشريك الأول للاستثمارات الكبرى”. بينما اعتبر ترمب أن استحواذ شركة أميركية على الموانئ انتصارًا يعزز النفوذ الأميركي في المنطقة ويحد من الهيمنة الصينية.

قناة بنما- المصدر: ويكيميديا
قناة بنما- المصدر: ويكيميديا

في المقابل، أكد فرانك سيكست، المدير الإداري لشركة هوتشيسون، أن الصفقة تمت بناءً على “عملية تنافسية لا تحمل أبعادًا سياسية”، بينما يعتقد مراقبون أن الحكومة الأميركية لعبت دورًا محوريًا في تسهيل عملية الاستحواذ.

بنما في قلب الصراع الأميركي الصيني

أثارت هذه الصفقة تساؤلات حول موقف بنما، حيث أعلن الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو أن حكومته ستراجع تفاصيل الاتفاق. وكانت حكومته قد انسحبت مؤخرًا من مبادرة الحزام والطريق الصينية، بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي، ما يشير إلى تحولات سياسية واقتصادية مهمة في المنطقة.

من جانبه، هدد ترمب سابقًا بالسيطرة على القناة إذا لم تلغ بنما الرسوم المرتفعة التي تفرضها على السفن الأميركية، مدعيًا أن الولايات المتحدة “ستطالب باستعادة القناة بالكامل إذا لم يتم تصحيح الوضع”.

مقالات ذات صلة: الحرب التجارية بدأت بالفعل… الصين وكندا تردان على جمارك ترمب

مقالات مختارة

Skip to content