
أعلنت شركة أبل عن تأجيل التحديث الكبير المتعلق بالذكاء الاصطناعي في مساعدها الصوتي سيري Siri إلى أجل غير مسمى، بعدما واجه المشروع تعقيدات تقنية غير متوقعة. وأكدت الشركة في بيان رسمي صدر يوم الجمعة الماضي أن العملية “ستستغرق وقتًا أطول مما كنا نتوقع”، ما يمثل ضربة كبيرة لاستراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُعتبر متأخرة بالفعل مقارنة بمنافسيها الرئيسيين في هذا المجال.
خلال مؤتمر المطورين السنوي الذي عُقد في يونيو الماضي، كشفت أبل عن نظام الذكاء الاصطناعي الجديد الخاص بها، Apple Intelligence، والذي كان من المتوقع أن يجلب تحسينات كبيرة لسيري. التحديث الجديد كان سيمكن سيري من الوصول إلى المعلومات الشخصية للمستخدم والإجابة على الاستفسارات وتنفيذ الأوامر داخل تطبيقات متعددة على أجهزة آيفون، بما في ذلك تطبيقات لم يتم تطويرها من قبل أبل نفسها.
وعلى الرغم من أن أبل لم تعلن رسميًا عن موعد محدد لإطلاق سيري المحسنة، إلا أنه وفقًا لبلومبرغ، كان من المقرر أن يكون التحديث متاحًا بحلول أبريل المقبل. لكن العملية واجهت صعوبات تقنية أدت إلى تأجيل الإطلاق إلى مايو، بهدف منح المطورين مزيدًا من الوقت لإصلاح المشكلات التقنية. ومع ذلك، لم تنجح هذه الجهود، وتشير تقارير بلومبرغ إلى أنه من المحتمل ألا يصل هذه التحديث المرتقب إلى أجهزة آيفون قبل عام 2026.
وجاء القرار بعد أن أبدى نائب رئيس قسم البرمجيات في أبل، كريغ فيديريغي، وعدد من كبار المسؤولين التنفيذيين، قلقهم بشأن عدم استيفاء الميزات الجديدة للمستوى المتوقع من الأداء. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن الوضع قد يكون أكثر تعقيدًا مما يبدو، حيث تفكر الشركة في إمكانية إعادة بناء المشروع بالكامل من الصفر إذا لم تنجح التعديلات الحالية.
التأجيل يعكس التحديات التي تواجهها أبل في تقليص الفجوة بينها وبين عمالقة التكنولوجيا الآخرين في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل جوجل ومايكروسوفت. ومن المتوقع أن يزيد ذلك من الضغوط الداخلية على الرئيس التنفيذي، تيم كوك، لاتخاذ إجراءات جذرية لتحسين أداء فريق الذكاء الاصطناعي داخل الشركة.
مقالات ذات صلة: أبل تستثمر نصف تريليون دولار في الولايات المتحدة وتعتزم توظيف 20 ألف موظف