شهد شهر فبراير الماضي انهيارًا كبيرًا في ثروة الملياردير إيلون ماسك، حيث فقد 103 مليارات دولار من صافي ثروته، وفقًا لمجلة فورشن. هذا التراجع الحاد جاء في ظل انخفاض أسهم شركة تسلا بنسبة 28% خلال الشهر ذاته، وهو أسوأ أداء للشركة منذ ديسمبر 2022، حين تراجعت أسهمها بنسبة 37%.
في بداية فبراير، كانت ثروة ماسك تبلغ 433 مليار دولار، لكنها انخفضت إلى 330 مليار دولار بنهاية الشهر، وفقًا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات. التراجع الحاد في قيمة أسهم تسلا أثّر بشكل مباشر على ثروة ماسك، حيث تُعتبر أسهم الشركة العمود الفقري لثروته الشخصية.
الأسباب وراء الخسائر الكبيرة
عدة عوامل أدت إلى هذا الانهيار السريع، أبرزها تراجع مبيعات تسلا، والمخاوف المتزايدة من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترمب، إضافةً إلى ردود الفعل العنيفة ضد ماسك بسبب دوره السياسي المتزايد داخل الإدارة الأميركية.
في الشهر الماضي، أصبح ماسك وجهًا رئيسيًا في حكومة ترمب، حيث ترأس وزارة الكفاءة الحكومية، وأشرف على إجراءات تقشفية تضمنت تسريح أعداد كبيرة من الموظفين الفيدراليين، بالإضافة إلى إغلاق برامج المساعدات الإنسانية الأميركية. هذه الخطوات أثارت استياءً واسعًا في الولايات المتحدة وخارجها، خاصة في أوروبا، حيث أطلق نشطاء حملات ضد تسلا، وحثوا الناس على التخلص من السيارات الكهربائية التي تنتجها الشركة.
انهيار مبيعات تسلا في أوروبا
المشاكل السياسية لماسك لم تبقَ داخل الولايات المتحدة، فقد كان تأثيرها قويًا على أسواق أوروبا، حيث انخفضت مبيعات تسلا في ألمانيا بنسبة 76% خلال شهر فبراير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا للرابطة الألمانية لصناعة السيارات. يُعد هذا التراجع الثاني على التوالي في السوق الألمانية، التي تُعد أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أوروبا، ما يهدد مكانة تسلا أمام المنافسين الأوروبيين مثل فولكسفاغن ومرسيدس وبي إم دبليو.
تواجه تسلا حاليًا رياحًا معاكسة شديدة، حيث لم يعد التحدي يقتصر فقط على المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، بل يمتد إلى العوامل السياسية والشخصية التي تحيط بماسك، والتي أثرت بشكل مباشر على صورة الشركة في الأسواق العالمية.
مقالات ذات صلة: تصاعد الاحتجاجات ضد إيلون ماسك… إحراق سيارات تسلا في الولايات المتحدة وأوروبا
