تحولات كبيرة بسياسات السيارات الكهربائية في أوروبا وأمريكا: هل سترتفع أسعار السيارات في إسرائيل؟

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

التغييرات الأخيرة في السياسات التنظيمية الخاصة بصناعة السيارات في أوروبا والولايات المتحدة ستلقي بظلالها على سوق السيارات في إسرائيل، حيث ستؤثر على نوعية السيارات المستوردة ومستقبل السيارات الكهربائية في البلاد. في ظل تراجع الاتحاد الأوروبي عن خططه المتشددة للحد من انبعاثات المركبات، واتجاه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإلغاء دعم السيارات الكهربائية، تتعزز سيطرة شركات السيارات الصينية في السوق الإسرائيلي.

ev charging
محطة شحن كهربائية- صورة توضيحية

تراجع الالتزام الأوروبي بالحد من الانبعاثات وتأثيره على إسرائيل

على مدار السنوات الأخيرة، حاول الاتحاد الأوروبي قيادة العالم نحو مستقبل صديق للبيئة من خلال تشديد القوانين الخاصة بانبعاثات السيارات. في عام 2023، اتخذ الاتحاد قرارًا تاريخيًا بمنع بيع السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035، إلى جانب تحديد أهداف مرحلية لخفض الانبعاثات في العقد الجاري. الهدف الأول كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ هذا العام، إذ أُجبرت شركات السيارات على خفض متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في طرازاتها الجديدة، أو دفع غرامات باهظة في حال عدم الامتثال.

لكن أمام ضغوط كبيرة من كبرى شركات السيارات الأوروبية، التي حشدت لوبيًا سياسيًا واسعًا، تراجع الاتحاد الأوروبي عن قراره، معلنًا تأجيل فرض الغرامات لثلاث سنوات إضافية. وبحسب موقع غلوبس الاقتصادي، فإنّ هذا التغيير لن يؤثر على السيارات المستوردة إلى إسرائيل في المدى القريب. وسوف يقوم المصنعون الذين قرروا عدم الاستمرار في تسويق النماذج الملوثة في أوروبا بسحبها من السوق على أي حال بسبب معايير يورو 7 الأكثر صرامة، والتي ستدخل حيز التنفيذ العام المقبل. إلا أن التأثير الأبرز سيكون في تأجيل تطوير وإنتاج السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة في أوروبا، لأنها غير مربحة، ما يعني استمرار تفوق الشركات الصينية في هذا المجال.

حاليًا، تعتبر إسرائيل واحدة من الأسواق الرائدة في استيراد السيارات الصينية، حيث يتوقع أن تشكل السيارات الكهربائية والهجينة “الهايبرد” من الصين 30% من مبيعات السيارات في إسرائيل عام 2025. ومع استمرار التراجع الأوروبي في الاستثمار في السيارات الكهربائية، قد نشهد توسعًا أكبر للهيمنة الصينية في السوق المحلي، في وقت تكافح فيه الشركات الأوروبية والأمريكية للحاق بركب التطور.

1280px BYD booth at the 2023 Bangkok International Motor Show e1717425763388
سيارات BYD الصينية في معرض بانكوك الدولي للسيارات 2023. المصدر: ويكيميديا

السياسات الأمريكية الجديدة المتعلقة بالسيارات الكهربائية

في الولايات المتحدة، كان الرئيس السابق جو بايدن قد قاد سياسات تهدف إلى تعزيز انتشار السيارات الكهربائية، عبر تخصيص عشرات المليارات من الدولارات لدعم شراء هذه السيارات، وإنشاء محطات شحن، وتحفيز الشركات على تحويل إنتاجها من البنزين إلى الكهرباء. لكن مع وصول ترمب إلى البيت الأبيض، ألغيت معظم هذه السياسات، بما في ذلك وقف الدعم الحكومي لشراء السيارات الكهربائية، وبيع جميع السيارات الكهربائية التابعة للحكومة، وتعطيل تمويل محطات الشحن الجديدة.

علاوة على ذلك، تعمل إدارة ترمب حاليًا على إلغاء الصلاحيات الخاصة بولاية كاليفورنيا في فرض لوائح بيئية صارمة على السيارات، وهي الولاية التي تُعد أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أمريكا. هذا الإجراء قد يوجه ضربة قاسية لصناعة السيارات الكهربائية، مما يعزز بقاء السيارات التقليدية لفترة أطول.

الرسوم الجمركية الأمريكية قد تؤثر على أسعار السيارات في إسرائيل

في الأسابيع الأخيرة، فرضت إدارة ترمب رسومًا جمركية على المكسيك وكندا، ما أثار مخاوف من تعطيل سلاسل التوريد الخاصة بصناعة السيارات الأمريكية. لكن بعد مفاوضات بين كبار المسؤولين في الصناعة والرئيس الأمريكي، تم تعليق هذه الرسوم لمدة شهر، لتجنب إلحاق ضرر فوري بالمصانع الأمريكية التي تعتمد على قطع الغيار القادمة من الدول المجاورة.

بالنسبة لإسرائيل، التي لا تستورد نسبة كبيرة من السيارات الأمريكية، فإن التأثير المباشر سيكون محدودًا. ومع ذلك، إذا قررت إدارة ترمب في أبريل القادم فرض جمارك جديدة على صناعة السيارات، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار السيارات الأمريكية المستوردة إلى إسرائيل، خاصة في فئة السيارات الفاخرة. كما أن أي اضطراب في سلاسل التوريد قد يؤثر على السوق العالمية، ما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف السيارات المستوردة إلى إسرائيل.

علاوة على ذلك، هناك مخاوف من أن توسع إدارة ترمب نهجها التجاري الصارم ليشمل إسرائيل، خاصة في ظل استيائها من ضعف الحضور الأمريكي في السوق الإسرائيلي، حيث تشكل السيارات الأمريكية أقل من 2% من إجمالي السيارات المستوردة، مقارنة بحصة 25% للسيارات الصينية.

بينما لا توجد حتى الآن إشارات رسمية على نية واشنطن فرض رسوم جمركية على الواردات الإسرائيلية، فإن سياسات ترمب التجارية قد تؤثر على اتفاقيات التبادل التجاري بين البلدين، ما قد يضع ضغوطًا إضافية على أسعار السيارات المستوردة إلى إسرائيل في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة: فقط عبر التطبيق أم أيضًا ببطاقة الائتمان: كيف سندفع مقابل شحن السيارة الكهربائية؟

مقالات مختارة

Skip to content