
يكشف تقرير جديد صادر عن بنك إسرائيل أن الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤدي إلى تغييرات جوهرية في سوق العمل، حيث سيواجه العديد من المهنيين خطر فقدان وظائفهم إذا لم يخضعوا لتدريبات تؤهلهم لاستخدام هذه التقنيات. يشير التقرير إلى أن قطاعات بأكملها ستتأثر، وسيشهد سوق العمل إعادة هيكلة شاملة نتيجة لاعتماد الأتمتة والذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، ما سيؤدي إلى انخفاض الطلب على بعض الوظائف وخلق فرص جديدة في مجالات أخرى
المهن التي تعتمد بشكل كبير على تنفيذ مهام روتينية ستكون الأكثر تضررًا، حيث ستتمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة من تنفيذ هذه المهام بكفاءة أكبر وبتكلفة أقل. في المقابل، ستشهد بعض الوظائف التي تتطلب مهارات تحليلية وإبداعية وتعتمد على التفاعل البشري المباشر طلبًا متزايدًا، إذ ستستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة دعم بدلًا من أن تحل محل العاملين تمامًا. من بين هذه المهن المحامون والقضاة الذين ستساعدهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث القانوني وإعداد المستندات، والمعلمون الذين سيتمكنون من تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات كل طالب، والأطباء الذين سيستفيدون من قدرات الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض وتحليل البيانات الطبية
قطاع التكنولوجيا سيشهد تأثيرًا مزدوجًا، فمن جهة ستقل الحاجة إلى بعض الوظائف التقليدية، ومن جهة أخرى سيزداد الطلب على المبرمجين ومحللي البيانات وأخصائيي الأمن السيبراني القادرين على التكيف مع التقنيات الحديثة. التقرير يشير إلى أن الاعتقاد السائد بأن المبرمجين سيصبحون بلا عمل بسبب تطور الذكاء الاصطناعي غير دقيق، إذ أن الطلب على هؤلاء المهنيين قد يزداد بشرط تطوير مهاراتهم لمواكبة التطورات الجديدة في هذا المجال
التقرير يوضح أن تأثير الذكاء الاصطناعي على القطاعات الاقتصادية سيكون متفاوتًا، إذ ستشهد بعض الصناعات انخفاضًا حادًا في عدد العاملين بسبب الأتمتة، بينما ستشهد صناعات أخرى نموًا نتيجة لاعتماد الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة. القطاعات الأكثر تأثرًا تشمل التجارة والخدمات المهنية والمالية والتأمين، حيث يتركز فيها جزء كبير من المهن التي تعتمد على المهام الروتينية والتي يمكن أتمتتها بسهولة. في المقابل، سيستفيد قطاعا الصحة والتعليم من هذه التقنيات، حيث يتركز فيهما العديد من المهن التي تتطلب تفاعلًا بشريًا مباشرًا ولا يمكن استبدالها بالكامل بالذكاء الاصطناعي
تقرير بنك إسرائيل يشير إلى أن الانتقال إلى سوق عمل يعتمد على الذكاء الاصطناعي لن يكون سريعًا أو سهلًا، لكنه ضرورة حتمية لضمان التنافسية والاستمرارية في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة. التحدي الرئيسي يتمثل في ضمان أن العمال قادرون على التكيف مع هذه التغيرات من خلال توفير برامج تدريبية متقدمة وإعادة تأهيل القوى العاملة. يخلص التقرير إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل قد يكون فرصة كبيرة إذا تم التعامل معه بشكل صحيح، حيث ستختفي بعض الوظائف التقليدية، لكن في المقابل ستظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات مختلفة، ما يفرض على الحكومات والشركات تبني استراتيجيات تدريب وتأهيل فعالة لضمان بقاء القوى العاملة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
مقالات ذات صلة: مستشرقو الـ AI… الصورة النمطية للذكاء الاصطناعي عن الثقافة العربية