“بعد أن أنهيتُ دراستي الجامعية بتفوق، طلبتُ من والديّ أن يدعاني أفعل ما أحبّ”

لطالما أحبّتْ يسمينا شومري العمل في المطبخ، لكن في المجتمع الدرزي لا يُعتبر ذلك مسارًا مهنيًا ناجحًا. في نهاية المطاف، افتتحت مطعمًا، لكنه أُغلق بعد اندلاع الحرب وتراجع الإيرادات. حاليًا، افتتحت مشروعًا آخر وهو كافيه نوف في فناء المنزل. "رغم الإقبال، هناك الكثير من النفقات، وحاليًا لا تكفي الإيرادات."
أيقون موقع وصلة Wasla
اسنات نير
The Marker
1 1
يسمينا ووالدتها- تصوير: رامي شلوش

 

يسمينا شومري، أخبرينا عن مشروعك.

لديَّ مشروع عائلي يتمثل في “كافيه نوف”، وهو مقهى صغير في كوخ خشبي بفناء منزلنا في عسفيا. الفكرة تقوم على عربة قهوة داخل كوخ، تدمج بين المأكولات الشرقية التقليدية والأكلات الفاخرة. يأخذ الزبائن صينية، يتجولون بين الأكشاك في الفناء، ويختارون ما يرغبون في تناوله. أنا شيف محترفة ومسؤولة عن المعجنات الفاخرة، بينما والدتي تتولى إعداد الأطباق الشرقية.

نحن سبعة أفراد في المنزل، ونعمل جميعًا في هذا المشروع، بما في ذلك شقيقتاي التوأم البالغتان من العمر عشر سنوات. حتى الأعمام والعمات، وكذلك جدي وجدتي، يساعدون في العمل. نقوم بتحضير كل شيء أمام الزبائن – العجين، والمعجنات، والمأكولات.

الضيوف يشعرون وكأنهم في البيت. لدينا مساحة واسعة تحيط بالمنزل، مع العديد من أماكن الجلوس المطلة على المناظر الطبيعية. أبقينا على المساحات الخضراء والزهور في الفناء، ولدينا زاوية للحيوانات الأليفة مخصصة للأطفال، يوجد فيها دجاج، وقريبًا سنضيف إليها المزيد من الحيوانات، بما في ذلك حصان.

المكان مفتوح في أيام السبت من الساعة 08:00 صباحًا حتى الثالثة ظهرًا أو حتى نفاد الكمية. لدي الكثير من الخطط للمساحة غير المستغلة، وأرغب في استغلال كل زاوية لخلق شيء مميز، وتحويل المكان إلى ما يشبه المعرض الفني، بحيث يدخل الناس إليه ويقولون: “واو”.

3 1
تصوير طاقم “كافيه نوف”

كيف بدأتِ كلّ ذلك؟

منذ صغري كنت أحب العمل في المطبخ. في المجتمع الدرزي الذي نشأت فيه، لا يُنظر إلى العمل في المطبخ على أنّه مسار مهني ناجح، بل يفضّلون أن يحصل الأبناء على شهادة جامعية. لذلك، التحقت بالدراسة لمدة أربع سنوات وحصلت على شهادة في تشخيص وعلاج صعوبات التعلم. درست فقط من أجل والديّ، اللذين فضّلا أن أحصل على شهادة أكاديمية. لكن بعد أن أنهيت دراستي الجامعية بتفوق، ذهبت إليهما وقلت لهما أن يتركانني على راحتي، وأنني سأعمل في العمل الذي أحبّه. دعماني في قراري، واليوم يقدّرانني ولا يجادلانني بشأن أفكاري.

قبل ست سنوات، افتتحت مطعمًا، لكن عندما اندلعت الحرب اضطررت إلى إغلاقه وقررت الانتقال إلى استضافة الزبائن في المنزل. كنت قد حصلت على قروض لتمويل المطعم وواجهت العديد من الصعوبات، لكن المشروع نجح – حتى اندلاع الحرب. عندها، شهدت تراجعًا حادًا في الإيرادات، وأدركت أن الناس يخشون الخروج والقدوم إلى المنطقة.

بدأت في إنشاء كافيه نوف قبل إغلاق المطعم، وهنا كانت المشكلة، إذ لم أحقق أرباحًا من المطعم في تلك الفترة، بينما كانت هناك نفقات كبيرة لإنشاء الكافيه، من بناء الكوخ نفسه إلى تجهيز المطبخ والمساحة المحيطة، بما في ذلك الأثاث. كان الانتقال صعبًا جدًا، واضطررت إلى أخذ قروض إضافية لتمويل المشروع.

مرّت سنة كاملة بين إغلاق المطعم وافتتاح الكافيه، وخلال تلك الفترة اضطررت إلى العمل كموظفة. بدأت العمل كشيف في فندق “يعروت هكرمل”، وما زلت أواصل العمل هناك خلال أيام الأسبوع حتى اليوم. أتمنى أن أتمكن من فتح الكافيه في أيام إضافية خلال الأسبوع، لكن جميع الأطعمة والمعجنات تتطلب تحضيرات طويلة مسبقًا.

4 1
تصوير طاقم “كافيه نوف”

كيف تسوقين للمشروع؟

يأتينا زبائن من جميع أنحاء البلاد، ويتعرّفون علينا بشكل أساسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في البداية، استعنت بفلوغر لتنشئ لنا محتوى ترويجي على السوشال ميديا، حيث قامت هذه الفلوغر بإعداد مقطع Reel على إنستغرام، وحقق 1.5 مليون مشاهدة.

حاليًا، لم أعد أستخدم الإعلانات المدفوعة، بل أكتفي بالتسويق العادي عبر منصات التواصل الاجتماعي – من خلال الزبائن الذين يلتقطون الصور في المكان ويقومون بالإشارة إلينا Tag. المشروع قائم منذ ثلاثة أشهر، ووصل عدد متابعينا على إنستغرام إلى 13 ألف متابع. لم نكن نتوقع هذا العدد الكبير من الزبائن، ومعظمهم يصلون إلينا عبر التوصيات الشخصية.

هل هذا كافٍ ليكون المشروع مربحًا؟

على الرغم من الإقبال، هناك الكثير من النفقات، وحاليًا لا تكفي الإيرادات، لكن المشروع ذاته يمنحنا رضىً كبيرًا. نحن نستمتع جدًا باستضافة الزبائن، ولدينا خطط مستقبلية لزيادة الربحية، مثل توسيع أيام العمل، إضافة المزيد من الأكشاك، وأن نفتح المقهى لساعات أطول.

عندما يكون لدينا مساحة مطبخ مناسبة وقوة عاملة كافية لزيادة الإنتاج، سنتوسّع أكثر. بالإضافة إلى ذلك، لا نرغب حاليًا في تشغيل أشخاص من خارج العائلة، ومعظم أفراد العائلة يعملون خلال أيام الأسبوع.

6
تصوير طاقم “كافيه نوف”

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتموها؟

فتحنا هذا المشروع في وقت كانت تدور فيه الحرب في الشمال. تردّدنا في البداية بشأن الإقدام على هذه الخطوة، لكنني امرأة جريئة وأحب تجربة الأشياء الجديدة. ما ساعدني هو أنني معروفة في القرية بفضل مطعمي السابق.

إلى جانب ذلك، كان عليّ العمل كثيرًا على تطوير النكهات، لأن الزبائن الذين يأتون إلى كافيه نوف يختلفون كثيرًا عن زبائن المطعم السابق. في الماضي، كان معظم زبائني من سكان القرية، أما الآن فيأتينا أشخاص يتبعون أنظمة غذائية مختلفة، مثل الذين لا يتناولون الغلوتين أو النباتيين – وهو أمر غير شائع كثيرًا في القرية. الزبائن مهمون جدًا بالنسبة لي وأحب التفاعل معهم، لكن استغرقني الأمر بعض الوقت لفهم احتياجاتهم وإجراء التعديلات اللازمة.

2 1
تصوير طاقم “كافيه نوف”

ما النصيحة التي تقدمينها لمن يرغب في افتتاح مشروع؟

يجب أن يكون صاحب المشروع حاضرًا بنفسه في مكان العمل، فلا يمكن ترك كل شيء للموظفين والاعتماد عليهم بالكامل. إذا كان صاحب العمل قادرًا على العمل بيديه، فستكون أرباحه أفضل، على الأقل في الفترة الأولى من افتتاح العمل، حيث يجب توفير كل شيكل ممكن واستثماره في الأشياء التي ستطور العمل.

المقال منشور في وصلة بإذن خاص من موقع The Marker

مقالات مختارة