طالما اعتُبرت السيارة المرافقة من جهة العمل امتيازاً مغرياً ورمزاً للمكانة الاجتماعية، لكن التغيرات الاقتصادية وارتفاع التكاليف المرتبطة بالضرائب والصيانة والوقود جعلت الكثيرين يعيدون التفكير قبل قبول عرض الليسينغ الوظيفي.
اليوم، باتت المقارنة بين استلام سيارة من الشركة أو شراء واحدة بشكل خاص معقدة أكثر من أي وقت مضى. القرار الأمثل لم يعد يتعلق بالراحة فقط، بل بمدى الجدوى الاقتصادية وفقاً لنمط الاستخدام والمسافة المقطوعة والتكاليف الخفية التي قد لا تبدو واضحة منذ البداية. في هذا التقرير، نستعرض عددًا من السيناريوهات المحتملة، مع تحليل الأرقام والخيارات المتاحة، لمساعدتك على اتخاذ القرار الصحيح الذي يحمي راتبك ومحفظتك على المدى الطويل.

تقود مسافات طويلة؟
في حال كان نمط قيادتك يتجاوز 25 ألف كيلومتر سنوياً، فإن استلام سيارة من جهة العمل بنظام الليسينغ سيكون الخيار الأكثر ربحية. شرائك سيارة مثل هيونداي إلنترا هايبريد بشكل خاص سيكلفك 4416 شيكل شهرياً، في حين أن نفس السيارة عبر الليسينغ ستكلف 4150 شيكل شهرياً فقط. الفارق الذي يصل إلى 300 شيكل شهرياً، بالإضافة إلى راحة بال كبيرة بفضل تغطية الشركة لتكاليف الوقود، التأمين، الصيانة، وحتى الحوادث، يجعل الليسينغ الخيار الأنسب.
تقطع 20 ألف كم سنوياً؟
للموظفين الذين يقطعون 20 ألف كيلومتر سنوياً، تصبح المعادلة مختلفة قليلًا، ستكلفك سيارة هيونداي إلنترا هايبريد 4126 شيكل شهرياً، بينما يكلّفك الليسينغ 4150 شيكل شهرياً. الفارق بسيط للغاية، لكن الليسينغ يوفر استقراراً مالياً وحماية من تقلبات أسعار التأمين والوقود والحوادث، ما يجعله الخيار المفضل رغم التكلفة المتقاربة.
تقطع 15 ألف كم سنوياً؟
كلما انخفض عدد الكيلومترات المقطوعة سنوياً، كلما فقد الليسينغ ميزته الاقتصادية. فإذا كنت تقطع 15 ألف كيلومتر سنوياً ستتكلف 3835 شيكل شهرياً عند امتلاك هيونداي إلنترا هايبريد، مقارنة بـ4150 شيكل في الليسينغ، ما يوفر لك 315 شيكل شهرياً.
وإذا كان استخدامك محدوداً جداً، فقد تكون سيارة أصغر مثل كيا ستونيك هي الأنسب، حيث تبلغ تكلفتها الشهرية 3125 شيكل في حالة الشراء، ما يجعل ذلك الخيار الأفضل اقتصادياً مقارنة بالليسينغ.

لكن قبل الشراء، لا تنسَ التمويل!
شراء سيارة جديدة يعني التزاماً مالياً كبيراً، وغالباً ما يلجأ المشترون إلى التمويل البنكي أو من شركات التمويل الخاصة. تمويل 96 ألف شيكل بفائدة 6.6% يعني دفع 2842 شيكل شهرياً على ثلاث سنوات، بينما في شركات التمويل الخاصة ترتفع الدفعة إلى 2899 شيكل شهرياً. وهذه التكاليف لا تشمل الوقود ولا التأمين ولا الصيانة. لذا، عليكَ أن تأخذ ذلك في الحسبان إذا أردتَ الشراء.
ماذا عن الليسنغ الخاص؟
الليسينغ الخاص (أي الذي تتوجه إليه بشكل شخصي وليس من خلال عملك) يضيف راحة مقارنة بالشراء مقابل سعر أعلى. تعرض بعض شركات الليسنغ في البلاد سيارة هيونداي إلنترا بسعر يبلغ 3437 شيكل شهرياً، ومع إضافة الوقود لقطع 20 ألف كيلومتر سنوياً تصل التكلفة إلى 4207 شيكل شهرياً، ما يجعلها أعلى من الشراء لكن أكثر راحة وخالية من القلق حول الصيانة والتأمين.
أما بالنسبة للسيارات الصغيرة مثل كيا ستونيك، فالليسينغ الخاص أكثر جدوى، حيث تصل التكلفة الإجمالية مع الوقود إلى 3042 شيكل شهرياً، أقل من تكلفة الشراء المقدرة بـ3451 شيكل شهرياً.
طيّب، ماذا عن السيارات الكهربائية؟
تعد السيارات الكهربائية مثل BYD Atto 3 خياراً اقتصادياً لمن يملك نقطة شحن منزلية. تكلفة السيارة الجديدة 172 ألف شيكل، وقد تبلغ التكلفة الشهرية عند الشراء 3838 شيكل، وقد يزيد هذا الرقم اعتمادًا على محطات الشحن المستخدمة.
أما عبر الليسينغ الخاص، فتبدأ التكلفة من 3072 شيكل شهرياً، ومع احتساب الكهرباء تصل إلى 3272 شيكل، ما يجعلها خياراً جيدًا، مقارنة بتكاليف شرائها وصيانتها.

السيارة المستعملة تظلّ خيارًا
شراء سيارة مستعملة مثل تويوتا كورولا بعمر ثلاث سنوات يخفض التكاليف بشكل كبير. التكلفة الشهرية قد تصل إلى 3769 شيكل، أي أقل بـ357 شيكل مقارنة بسيارة جديدة مثل هيونداي إلنترا.
لكن التمويل البنكي للسيارات المستعملة يأتي بفائدة أعلى تصل إلى 8.8% بسبب انخفاض قيمة الضمانة، ما يزيد من كلفة التمويل. ومع ذلك، يبقى خيار السيارة المستعملة مغرياً لتقليل الخسائر السنوية في القيمة، التي تنخفض من 25 ألف شيكل سنوياً للسيارات الجديدة إلى 15 ألف شيكل فقط للسيارات المستعملة.
الخلاصة:
القرار بين الليسينغ، الشراء، أو التوجه للسيارات المستعملة أو الكهربائية، يجب أن يكون قائماً على تحليل دقيق لأنماط القيادة والاستخدام والتكاليف الحقيقية. في النهاية، من يسافر كثيراً سيستفيد من الليسينغ، بينما من يستخدم السيارة بشكل محدود سيجد أن الشراء أفضل. أما من يفكر في المستقبل، فالتوجه للسيارات الكهربائية والمستعملة قد يكون الخيار الأذكى اقتصادياً.
بتصرف عن The Marker