يعمل العراق على إقامة مشروع نقل طموح باستثمار قدره 17 مليار دولار، سيخلق مسارًا تجاريًا أقصر بين آسيا وأوروبا، متجاوزًا قناة السويس.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن العراق يعمل منذ عدة سنوات على إنشاء ميناء الفاو الكبير على سواحل الخليج العربي، حيث ستتمكن سفن الشحن من تفريغ حمولتها. وسيشكّل الميناء بوابة الدخول لمسار النقل الذي يبلغ طوله نحو 1200 كيلومتر، ويشمل طرقًا وسككًا حديدية حتى شمال العراق، ومن هناك تُنقل البضائع عبر تركيا إلى مختلف أنحاء أوروبا.
يعتمد المشروع على تمويل حكومي عراقي وتركي، بالإضافة إلى أموال مستثمرين خارجيين. كما أعربت حكومتا قطر والإمارات العربية المتحدة عن دعمهما للمشروع. مع ذلك، فإن نجاح المشروع لا يزال بعيدًا عن أن يكون مضمونًا، رغم الاستقرار النسبي الذي تتمتع به العراق في السنوات الأخيرة، وفق ما أشار إليه تقرير صحيفة وول ستريت جورنال.
إذ إنّ المسار التجاري المخطط له سيتنافس مع عدة مشاريع موازية تهدف إلى تقصير زمن الشحن من آسيا إلى أوروبا عبر الشرق الأوسط، من بينها مشروع “ممر النقل الأوسط” المعروف أيضًا باسم “ممر النقل الدولي عبر بحر قزوين” (TITR)، والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)، ومبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
“هناك العديد من المشاريع المنافسة والعديد من الدول الأخرى التي تمتلك سياسات أكثر تماسكًا، وربما لديها فرصة أفضل للنجاح في مثل هذا المشروع”، أوضح الدكتور ريناد منصور من معهد الأبحاث تشاتام هاوس في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال. “في الواقع، يجب أن تتوافر الكثير من العوامل وتتحقق بشكل صحيح حتى يُنفذ هذا المشروع يومًا ما”.
وأضاف منصور أن شرطًا أساسيًا لنجاح المشروع هو استمرار الاستقرار الأمني والسياسي في العراق، والتعاون بين الحكومات في المناطق المختلفة داخل البلاد.
المقال منشور في وصلة بإذن خاص من موقع The Marker
